مع الصحابة وآل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم
91ـ أمي خير من أمه، وأبي خير من أبيه
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ أَهَمِّ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ أُمَّةُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا أُمَّةٌ مُتَوَادَّةٌ مُتَرَاحِمَةٌ مُتَكَاتِفَةٌ مُتَحَابَّةٌ؛ وَالعَلَاقَةُ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ هِيَ عَلَاقَةُ التَّعَاوُنِ المُشْتَرَكِ، مَبْنَاهَا على قَوَاعِدِ الحُبِّ المُتَبَادِلِ، وَالتَّعَامُلِ الرَّفِيقِ، وَالسُّلُوكِ الرَّقِيقِ.
الأُمَّةُ المُحَمَّدِيَّةُ أُمَّةٌ تَقُومُ على الإِيثَارِ، لَا على الأَثَرَةِ المَمْقُوتَةِ وَالأَنَانِيَّةِ البَغِيضَةِ، قُلُوبُ أَفْرَادِ الأُمَّةِ قُلُوبٌ مُفْعَمَةٌ بِالمَحَبَّةِ لِبَعْضِهِمْ بَعْضَاً، أَلْسِنَتُهُمْ تَذْكُرُ مَحَاسِنَ بَعْضِهِمْ بَعْضَاً، وَتَكُفُّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ.
الحُبُّ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُمَّةِ مَبْنِيٌّ على أَسَاسٍ مِنَ التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ، لَا عَلَى الظَّاهِرِ، هَكَذَا رَبَّى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الصَّحْبَ الكِرَامَ وَآلَ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ على ذَلِكَ.
«اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا»:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ مِنَ الأُمَّةِ لَا يَعْرِفُ الحِبَّ بْنَ الحِبِّ سَيِّدَنَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، الذي فَرِحَ بِمَوْلِدِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ لِمَكَانَةِ أَبَوَيْهِ مِنْهُ، وَمَنْزِلَتِهِمَا عِنْدَهُ.
أَبُوهُ سَيِّدُنُا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الذي تَبَنَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الإِسْلَامِ، وَصَارَ مَعْرُوفَاً بِأَنَّ زَيْدَاً هُوَ ابْنُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمَّا أُمُّهُ فَهِيَ بَرَكَةُ الحَبَشِيَّةُ أُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ التي حَضَنَتْهُ بَعْدَ وَفَاةِ أُمِّهِ السَّيِّدَةِ آمِنَةَ، فَفَتَحَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَيْنَيْهِ على الدُّنْيَا وَهُوَ لَا يَعْرِفُ لِنَفْسِهِ أُمَّاً غَيْرَهَا، وَكَانَ يَقُولُ لَهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا: «يَا أُمَّهْ». وَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ: «هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي» رواه الحاكم.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بِوِلَادَةِ سَيِّدِنَا أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرِحَ الصَّحَابَةُ بِهِ، وَذَلِكَ لِفَرَحِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَطْلَقُوا عَلَيْهَ لَقَبَ الحِبِّ بْنِ الحِبِّ.
لَقَدْ أَحَبَّهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حُبَّاً تَغْبِطُهُ عَلَيْهِ الدُّنْيَا كُلُّهَا، وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُقَارِبَاً في السِّنِّ لِسَيِّدِنَا الحَسَنِ بْنِ سَيِدِنَا عَلِيٍّ وَالسَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا الحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَبْيَضَ أَزْهَرَ، رَوْعَةً في الحُسْنِ، وَكَانَ شَدِيدَ الشَّبَهِ بِجَدِّهِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ أَمَّا سَيِّدُنَا أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَدْ كَانَ أَسْوَدَ البَشَرَةِ، أَفْطَسَ الأَنْفِ، شَدِيدَ الشَّبَهِ بِأُمِّهِ الحَبَشِيَّةِ؛ وَمَعَ ذَلِكَ فَمَا كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا في الحُبِّ، كَانَ يَأْخُذُ أُسَامَةَ فَيَضَعُهُ على إِحْدَى فَخِذَيْهِ، وَيَأْخُذُ الحَسَنَ فَيَضَعُهُ على فَخِذِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا إلى صَدْرِهِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» رواه الإمام البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسَيِّدِنَا أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ مَصَّ عَنْهُ الدَّمَ وَمَجَّهُ، روى ابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ، فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى».
فَتَقَذَّرْتُهُ؛ فَجَعَلَ يَمُصُّ عَنْهُ الدَّمَ وَيَمُجُّهُ عَنْ وَجْهِهِ.
ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُهُ وَكَسَوْتُهُ حَتَّى أُنَفِّقَهُ».
وَلَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ، وَلَأُمِّي خَيْرٌ مِنْ أُمُّهِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ أَحَبَّ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَيِّدَنَا أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حُبَّاً شَدِيدَاً، أَحَبَّهُ مِنْ صِغَرِهِ إلى شَبَابِهِ، فَكَانَ بِذَلِكَ عَزِيزَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
روى الحاكم عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَلَمَّا تَنَبَّأَ، وَخَرَجَ إِلَى المَدِينَةِ خَرَجَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ المَوْسِمَ فَوَجَدَ حُلَّةً لِذِي يَزَنٍ تُبَاعُ بِخَمْسِينَ دِرْهَمَاً، فَاشْتَرَاهَا لِيُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ، وَأَرَادَهُ عَلَى قَبْضِهَا فَأَبَى عَلَيْهِ.
فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا لَا نَقْبَلُ مِنَ المُشْرِكِينَ شَيْئَاً، وَلَكِنْ أَخَذْنَاهَا بِالثَّمَنِ».
فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ حَتَّى أَتَى المَدِينَةَ، فَلَبِسَهَا فَرَأَيْتُهَا عَلَيْهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ أَرْ شَيْئَاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ فِيهَا يَوْمَئِذٍ.
ثُمَّ أَعْطَاهَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَرَآهَا حَكِيمٌ عَلَى أُسَامَةَ، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، أَنْتَ تَلْبَسُ حُلَّةَ ذِي يَزَنَ.
قَالَ: نَعَمْ، لَأَنَا خَيْرٌ مِنْ ذِي يَزِنَ (مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ) وَلَأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ، وَلَأُمِّي خَيْرٌ مِنْ أُمُّهِ.
قَالَ حَكِيمٌ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَكَّةَ أُعْجِبُهُمْ بِقَوْلِ أُسَامَةَ.
هَذِهِ هِيَ العِزَّةُ التي مَصْدَرُهَا الإِيمَانُ، لَا الأَشْيَاءُ التي يَمْتَلِكُهَا الإِنْسَانُ، فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنَاً حَقَّاً كَانَ عَزِيزَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ كَانَ مَحْبُوبَاً عِنْدَ اللهِ تعالى، وَعِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عَزِيزَاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ فَسَيِّدُنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ شَابَّاً حِينَ اسْتَصْغَرَهُ حَكِيمُ ابْنَ حِزَامٍ قَبْلَ إِسْلَامِهِ، اسْتَصْغَرَهُ سِنَّاً وَنَسَبَاً وَشَكْلَاً، فَأَظْهَرَ سَيِّدُنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِزَّتَهُ بِالإِيمَانِ بِاللهِ تعالى وَبِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَأَنَّهُ لَقَّنَ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ دَرْسَاً لَا يَنْسَاهُ، بِأَنَّ مَصْدَرَ العِزَّةِ لَيْسَ مُلْكَاً وَلَا جَاهَاً وَلَا دُنْيَا، بَلْ إِنَّ مَصْدَرَ العِزَّةِ الوَحِيدَ هُوَ الإِيمَانُ بِاللهِ تعالى وَبِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
الإِيمَانُ بِاللهِ تعالى يَجْعَلُ العَبْدَ في مَوْقِفِ العِزَّةِ التي لَا تَقْبَلُ شَكَّاً وَلَا تَرَدُّدَاً، لِأَنَّ الإِيمَانَ يَجْعَلُكَ تَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ.
الإِيمَانُ هُوَ الذي جَعَلَ سَيِّدَنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لِقَوْمِهِ: ﴿أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
الإِيمَانُ هُوَ الذي جَعَلَ سَحَرَةَ فِرْعَوْنَ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ عِنْدَمَا هَدَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ: ﴿فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابَاً وَأَبْقَى * قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.
نَسْأَلُكَ يَا رَبَّنَا إِيمَانَاً يُبَاشِرُ قُلُوبَنَا، وَيَقِنيَاً صَادِقَاً حَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبْتَهُ لَنَا. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الخميس: 12/ جمادى الأولى /1438هـ، الموافق: 9/شباط / 2017م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد
الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد
إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد
لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد
إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد
زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد