أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

493 - هل صحيح أن الزاني يزنى به؟

08-09-2007 48 مشاهدة
 السؤال :
مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: (الزَّانِي يُزْنَى بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِ بَيْتِهِ)؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟ وَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا القَوْلِ وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 493
 2007-09-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ هَذِهِ العِبَارَةَ مِنْ كَلَامِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، حَيْثُ قَالَ أَبْيَاتًا مِنَ الشِّعْرِ يُحَرِّضُ فِيهَا الأُمَّةَ عَلَى العِفَّةِ وَالطَّهَارَةِ وَاحْتِرَامِ أَعْرَاضِ النَّاسِ، وَهَذِهِ الأَبْيَاتِ هِيَ:

عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ في المَحْرَمِ   ***   وَتَجَنَّبُــــوا مَــا لَا يَلِيقُ بِمُسْلِمِ

إِنَّ الـــزِّنَا دَيْـنٌ فَـإِنْ أَقْرَضْتَهُ   ***   كَانَ الوَفَا مِنْ أَهْلِ بَـيْتِكَ فَاعْلَمِ

يَا هَاتِكًا حُرَمَ الرِّجَالِ وَقَاطِعًا   ***   سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشْتَ غَـــيْرَ مُكَرَّمِ

لَوْ كُنْتَ حُرًّا مِنْ سُلَالَةِ مَاجِدٍ   ***   مَا كُنْتَ هَتَّاكًا لِـــحُرْمَةِ مُـسْلِمِ

مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَــوْ بِجِدَارِهِ    ***   إِنْ كُــنْتَ يَـــا هَـذَا لَبِيبًا فَافْهَمِ

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: (مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِهِ) تَعْلِيمٌ لِلْعُقَلَاءِ بِأَنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾.

وَأَمَّا التَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا الكَلَامِ وَبَيْنَ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾:

أَقُولُ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ: إِذَا كَانَتْ مَحَارِمُ الزَّانِي أَوْ زَوَجَتُهُ يَرْضَيْنَ للرَّجُلِ بِاقْتِرَافِ الفَاحِشَةِ كَمَا هُوَ شَأْنُ بَعْضِ النِّسَاءِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، فَإِنَّ الانْتِقَامَ يَكُونُ مِنْهُنَّ أَوْ مِنْ بَعْضِهِنَّ لِأَنَّ مَنْ رَضِيَ بِالمَعْصِيَةِ كَانَ كَمَنْ فَعَلَهَا، وَيَكُونُ عِنْدَهَا الجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ.

أَمَّا إِذَا لَمْ يَرْضَيْنَ بِهَذَا المُنْكَرِ، وَأَمَرْنَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْنَ عَنِ المُنْكَرِ، وَلَمْ يَسْتَجِبِ الرَّجُلُ فَإِنَّ الوِزْرَ عَلَيْهِ، وَهُنَّ مَحْفُوظَاتٌ بِإِذْنِ اللهِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. وَكَذَلِكَ يَكُنَّ مَحْفُوظَاتٍ بِإِذْنِ اللهِ إِذَا لَمْ يَعْلَمْنَ بِانْحِرَافِ الرَّجُلِ.

وَلِذَلِكَ نَبَّهَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِانْتِقَاءِ الصَّالِحِينَ لِبَنَاتِنَا بِقَوْلِهِ: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

وَنَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَسْتُرَ أَعْرَاضَنَا وَأَعْرَاضَ المُسْلِمِينَ. آمين.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
48 مشاهدة
الملف المرفق