أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

244 - حكم شراء الدش (المستقبل الفضائي)

02-05-2007 10256 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الحكم الشرعي في شراء الدش؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 244
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالأَصْلُ في الأَشْيَاءِ الحِلُّ وَالإِبَاحَةُ، وَأَنَّ للوَسَائِلِ حُكْمَ المَقَاصِدِ، فَإِنْ كَانَ الغَرَضُ مِنَ اقْتِنَاءِ هَذِهِ الأَجْهِزَةِ وَبَيْعِهَا وَالاتِّجَارِ بِهَا أَمْرَاً مَشْرُوعَاً كَمُشَاهَدَةِ الأَخْبَارِ العِلْمِيَّةِ، وَالمُسْتَجِدَّاتِ العَالَمِيَّةِ، فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ شَرْعَاً مِنْ شِرَائِهَا لِهَذَا الغَرَضِ المَشْرُوعِ، شَأْنُهَا في ذَلِكَ شَأْنُ كُلِّ الأَجْهِزَةِ التي يُمْكِنُ اسْتِخْدَامُهَا في الخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَالتلفزيون والفيديو والراديو.

وَأَمَّا إِذَا كَانَ الغَرَضُ مِنْ شِرَائِهَا النَّظَرُ إلى الأَفْلَامِ المُحَرَّمَةِ، أَو لِجَلْبِ فِتْنَةٍ تَضُرُّ بِالأَخْلَاقِ وَالقِيَمِ الإِسْلَامِيَّةِ، أَو تُؤَثِّرُ عَلَى العَقِيدَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، فَإِنَّ شِرَاءَهَا حِينَئِذٍ مُحَرَّمٌ.

وَالوَاقِعُ العَمَلِيُّ اليَوْمَ أَنَّ مَا يُبَثُّ عَنْ طَرِيقِ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ اخْتَلَطَ فِيهِ الحَلَالُ وَالحَرَامُ، وَرُبَّمَا كَانَ النِّسْبَةُ الأَعْلَى فِيهَا هُوَ الحَرَامُ، وَلَا يُمْكِنُ تَفَادِيهِ أَو صَرْفُ الأَبْنَاءِ عَنْ مُشَاهَدَتِهِ، لِذَا يَكُونُ مُحَرَّمَاً سَدَّاً للذَّرِيعَةِ المُفْضِيَةِ إلى الحَرَامِ إِفْضَاءً غَالِبَاً.

وَمَنِ ابْتُلِيَ بِمِثْلِ هَذِهِ الأَجْهِزَةِ نُذَكِّرُهُ أَنْ يَكُونَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ عَلَى اسْتِعْمَالِ هَذِهِ الأَجْهِزَةِ اسْتِعْمَالَاً شَرْعِيَّاً مُفِيدَاً، وَأَنْ يُرَاقِبَ الأَوْلَادَ وَالبَنَاتِ الذينَ تَعَلَّقُوا بِهَذِهِ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ التي ضَيَّعَتْ شَبَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

وَأُذَكِّرُ كُلَّ مَنْ أَرَادَ شِرَاءَ هَذَا الجِهَازَ بَعْدَ قِرَاءَةِ هَذِهِ الفَتْوَى أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ رَقِيبٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ تعالى عَلِيمٌ بِنِيَّتِهِ عِنْدَ شِرَاءِ هَذَا الجِهَازِ، وَالجَزَاءُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَنْتَظِرُ العِبَادَ، إِنْ خَيْرَاً فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرَّاً فَشَرٌّ.

نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ لَنَا جَمِيعَاً آمين آمين آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10256 مشاهدة