أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2563 - حكم الأكل عند أهل الميت

19-12-2009 18152 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن الأكل عند أهل الميت مكروه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2563
 2009-12-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب لجيران الميت والأباعد من قرابته تهيئة طعام لأهل الميت، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ٍ قَالَ: (اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ) رواه أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَر.

واتفق الفقهاء على أنه تكره الضيافة من أهل الميت؛ لأنها شرعت في السرور لا في الشرور، وهي بدعة مستقبحة، عَنْ أَنَسٍ رضيَ اللَّه عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا عَقْرَ فِي الإِسْلَامِ) رواه أبو داود. حيث كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى، ويقولون: إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته.

وبناء على ذلك:

أولاً: المستحب أن يصنع الأباعد الطعام لأهل الميت، لا لضيوفهم.

ثانياً: يكره صنع الطعام من قبل أهل الميت للمعزِّين.

ثالثاً: يحرم الأكل من طعام أهل الميت إذا كان من تركة الميت، وفي الورثة قصَّر، لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}. أما إذا كان من مال بعض الورثة البالغين، أو كان من تركة الميت ولا يوجد فيهم قاصر فإن الأكل من الطعام يكره؛ لأن الضيافة شرعت في السرور لا في الشرور، ولأنها عادة جاهلية.

رابعاً: وإذا كان الطعام للرياء وللسمعة والشهر فهو من الأفعال المنكرة.

خامساً: أنصح أهل الميت إذا أرادوا فعل ذلك أن يوزِّعوا شيئاً من مالهم على الفقراء وأصحاب الحاجة، فهو خير لهم من صنع الطعام الذي يدخل فيه الرياء والسمعة، ويأكل منه الغني والفقير. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18152 مشاهدة