أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5170 - حكم تعلم السحر لدفع الضر عنه

12-05-2012 42008 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز شرعاً أن يتعلَّم الإنسان السِّحر من أجل أن يدفع الضُّرَّ عنه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5170
 2012-05-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول الله تبارك وتعالى: {وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}. ثمَّ يقول: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ}.

وأخرج الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّه قَالَ: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ).

ثانياً: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ تعلُّمَ السِّحرِ حرامٌ، وهوَ كبيرةٌ من الكبائرِ، ومن استحَلَّ السِّحرَ فقد كَفَرَ بِاتِّفاقِ الفقهاءِ.

يقول ابن قدامة رحمه الله في المغني: (وَلا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلافاً بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ) اهـ.

ويقول أيضاً: (إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، أَيْ لا تَتَعَلَّمْهُ فَتَكْفُرَ بِذَلِكَ) اهـ.

ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع: (فإنَّهُ حرامٌ على الصَّحيحِ) اهـ.

ويقول ابن عابدين رحمه الله تعالى في ردِّ المحتار: (قال الشُّمني: تعلُّمُهُ وتعليمُهُ حرامٌ. أقول: مقتضى الإطلاق ولو تعلَّم لدفع الضَّرر عن المسلمين) اهـ.

ويقول ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين: (والنُّشْرةُ: حَلُّ السِّحرِ عن المسحورِ، وهي نوعان: حَلٌّ بِسحرٍ مِثلِهِ، وهو الذي مِن عَمَلِ الشَّيطانِ) اهـ.

وبناء على ذلك:

 فلا يجوزُ تَعلُّمُ السِّحرِ مطلقاً، كما لا يجوزُ تعليماً وعِلاجاً لما يترتَّبُ على ذلك من المفاسدِ التي لا حَصْرَ لها، والتي من جملتها استغلالُ حاجةِ الناسِ من قِبلِ السَّاحرِ، هذا بالإضافةِ إلى فسادِ عقيدةِ طالِبيهِ لِلعلاجِ بِاعتِقادِهم النَّفعَ والضُّرَّ فيه.

وبإمكانِ الإنسانِ أن يقرأَ الأدعيةَ والأذكارَ التي جاءت في القرآنِ العظيمِ، وعلى لِسانِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لِلوقايةِ من السِّحرِ والضَّرَرِ، ولِدفعِ شرِّ الأشرارِ عنه. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
42008 مشاهدة