أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9165 - الفارق بين الصغيرة والكبيرة

24-09-2018 210 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الفارق بين الصغيرة والكبيرة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9165
 2018-09-24

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلَاً كَرِيمَاً﴾. وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾.

وَقَالَ الفُقَهَاءُ: الكَبِيرَةُ هِيَ كُلُّ مَعْصِيَةٍ فِيهَا حَدٌّ في الدُّنْيَا، كَالقَتْلِ وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ، أَو جَاءَ فِيهَا وَعِيدٌ في الآخِرَةِ مِنْ عَذَابٍ أَو غَضَبٍ، أَو لَعَنَ اللهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَاعِلَهَا.

وَالصَّغِيرَةُ هِيَ كُلُّ مَا سِوَى الكَبِيرَةِ مِنْ صَغَائِرِ الذُّنُوبِ.

وَالحَقِيقَةُ أَنَّ الكَبَائِرَ وَالصَّغَائِرَ لَا حَصْرَ لَهَا.

وَمَا وَرَدَ في السُّنَّةِ في ذِكْرِ الكَبَائِرِ لَيْسَ للـحَصْرِ، بَلْ لِبَيَانِ نَوْعِهَا، فَقَدْ وَرَدَ في السُّنَّةِ مِنَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَالصَّرِيحَةِ، بِأَنَّ الكَبَائِرَ هِيَ الإِشْرَاكُ بِاللهِ تعالى، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالسِّحْرُ، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ، وَشَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ، وَقَتْلُ الوَلَدِ، وَالزِّنَا بِزَوْجَةِ الجَارِ، وَادِّعَاءُ الرَّجُلِ لِغَيْرِ وَالِدَيْهِ، وَهَكَذَا.

وبناء على ذلك:

فَالكَبِيرَةُ هِيَ كُلُّ مَعْصِيَةٍ يَسْتَحِقُّ فَاعِلُهَا إِقَامَةَ الحَدِّ عَلَيْهِ، أَو يَسْتَحِقُّ بِسَبَبِهَا وَعِيدَاً أَو عِقَابَاً أَو لَعْنَاً وَطَرْدَاً مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى.

وَالصَّغِيرَةُ مَا كَانَتْ دُونَ ذَلِكَ.

وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا: لَا كَبِيرَةَ مَعَ الاسْتِغْفَارِ، وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ الإِصْرَارِ.

وَكُلَّمَا كَانَ العَبْدُ مُقَرَّبَاً عِنْدَ اللهِ تعالى فَالصَّغِيرَةُ عِنْدَهُ كَبِيرَةٌ، لِأَنَّهُ لَا يَنْظُرُ إلى صِغَرِ الذَّنْبِ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إلى عَظَمَةِ الرَّبِّ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
210 مشاهدة
الملف المرفق