أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

256 - مصير المال الحرام

02-05-2007 10785 مشاهدة
 السؤال :
ما هو حكم الكسب الخبيث وأين مصيره؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 256
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَطَلَبُ الحَلَالِ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ تعالى بِالأَكْلِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، فَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾. وَقَالَ في ذَمِّ الحَرَامِ: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾.

وَأَخْرَجَ الإمام أحمد عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالَاً مِنْ حَرَامٍ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلَا يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ».

وَأَخْرَجَ الترمذي عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ».

وَالحَرَامُ كُلُّهُ خَبِيثٌ، لَكِنَّ بَعْضَهُ أَخْبَثُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِنَّ المَأْخُوذَ بِعَقْدٍ فَاسِدٍ حَرَامٌ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ في دَرَجَةِ المَغْصُوبِ بَلْ هُوَ أَغْلَظُ، وَالكَسْبُ الخَبِيثُ هُوَ أَخْذُ مَالِ الغَيْرِ لَا عَلَى وَجْهِ إِذْنِ الشَّرْعِ، فَيَدْخُلُ فِيهِ القِمَارُ وَالخِدَاعُ وَالغَصْبُ وَجَحْدُ الحُقُوقِ، وَمَا لَا تَطِيبُ نَفْسُ مَالِكِهِ.

وَالوَاجِبُ في الكَسْبِ الخَبِيثِ تَفْرِيغُ الذِّمَّةِ وَالتَّخَلُّصُ مِنْهُ، بِرَدِّهِ إلى أَصْحَابِهِ إِنْ عُرِفُوا، وَإِلَّا إلى الفُقَرَاءِ.

وَعَلَيْهِ فَمَنْ أَرَادَ التَّوْبَةَ مِنْ كَسْبِ المَالِ الحَرَامِ فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُ إلى أَصْحَابِهِ، فَإِنْ كَانُوا أَمْوَاتَاً وَجَبَ دَفْعُهُ إلى وَرَثَتِهِمْ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ المَالِ لَا يُعْرَفُ، وَيَئِسَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ فَيَجِبُ أَنْ يَصْرِفَهُ في مَصَالِحِ المُسْلِمِينَ، أَو يَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَى الفُقَرَاءِ، فَإِذَا دَفَعَهُ إِلَيْهِمْ لَا يَكُونُ حَرَامَاً في حَقِّهِمْ، بَلْ يَكُونُ حَلَالَاً طَيِّبَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10785 مشاهدة