أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5184 - الدعاء على الولد أن لا يجمعه الله معه في الدنيا والآخرة

19-05-2012 30228 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للوالد أن يدعو الله تعالى أن لا يجمعه مع ولده العاق لا في الدنيا ولا في الآخرة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5184
 2012-05-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِين}. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ) رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) رواه الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وبناء على ذلك:

 فهذا الدُّعاءُ لا يجوزُ لأنَّه من الاعتِداءِ في الدُّعاءِ، ولأنَّه دُعاءٌ بِقطيعةِ الرَّحِمِ في الدُّنيا، وهذا حرامٌ شرعاً، قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم * أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.

أمَّا في الآخرةِ، فالعبدُ لا يَدري ما هي خاتِمَتُهُ ولا خاتِمَةُ غيرِهِ، فكيفَ يدعو الرَّجلُ بهذا الدُّعاءِ على وَلَدِهِ؟ فقد يَتوبُ العاقُّ ويَحسُنُ حالُهُ ويُختَمُ له على أحسنِ حالٍ، ويكونُ مَآلُهُ إلى جنَّةٍ عرضُها السَّماواتُ والأرضُ، فهل يرضى الأبُ أن لا يجتَمِعَ مع وَلَدِهِ في الجنَّةِ؟

والأولى في حقِّ الوالدِ أن يدعُوَ الله تعالى لِنفسِهِ ولِوَلَدِهِ عِوَضاً عن الدُّعاءِ عليه. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
30228 مشاهدة