أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5283 - رفع اليدين أثناء الدعاء في خطبة الجمعة

17-06-2012 37602 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم رفع اليدين أثناء الدعاء في خطبة الجمعة للخطيب والمستمعين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5283
 2012-06-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: أخرج الإمامُ مسلمٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ قَالَ: (رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى المِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ اليَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ المُسَبِّحَةِ).

وأخرجَ الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والحاكمُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَاهِرًا يَدَيْهِ قَطُّ يَدْعُو عَلَى مِنْبَرٍ وَلا غَيْرِهِ، مَا كَانَ يَدْعُو إِلا يَضَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إِشَارَةً).

وأخرجَ الإمامُ أحمد في المسندِ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الحَارِثِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: (بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا أَسْمَاءَ! إِنَّا قَدْ أَجْمَعْنَا النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ، قَالَ: وَمَا هُمَا: قَالَ: رَفْعُ الأَيْدِي عَلَى المَنَابِرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَالقَصَصُ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالعَصْرِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا أَمْثَلُ بِدْعَتِكُمْ عِنْدِي، وَلَسْتُ مُجِيبَكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلا رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ»، فَتَمَسُّكٌ بِسُنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ).

ثانياً: جاء في ردِّ المحتار: (وَإِذَا شَرَعَ فِي الدُّعَاءِ لا يَجُوزُ لِلْقَوْمِ رَفْعُ اليَدَيْنِ، وَلا تَأْمِينٌ بِاللِّسَانِ جَهْرًا، فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَثِمُوا، وَقِيلَ: أَسَاؤُوا وَلا إثْمَ عَلَيْهِمْ، وَالصَّحِيحُ هُوَ الأَوَّلُ، وَعَلَيْهِ الفَتْوَى؛ وَكَذَلِكَ إذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لا يَجُوزُ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ بِالجَهْرِ، بَلْ بِالقَلْبِ، وَعَلَيْهِ الفَتْوَى) اهـ.

وبناء على ذلك:

فعندَ جمهورِ الفقهاءِ لا يرفعُ الخطيبُ يديهِ أثناءَ الدعاءِ، وإذا رفعَ الخطيبُ والمستمعونَ فإنَّه يُكرَهُ، وبعضُ الفقهاءِ قالَ بجوازِ الرَّفعِ، والمسألةُ خلافيَّةٌ بينَ الفقهاء، فمَنْ رفعَ لا يُنكَرُ عليه، ومَنْ لم يرفعْ لا يُنكَر عليه. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
37602 مشاهدة