أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بقوله: (اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم) رواه أبو داود والترمذي. وإذا أردنا أن نصدر حكماً في حق إنسان فيجب أن يكون حاضراً بيننا نسمع منه ونسمعه، وبعد ذلك يصدر الحكم منا عليه. أما أن نرمي من خرج من الدنيا بفسق أو فجور أو زندقة بناء على ما قيل، أو بناء على ما كتب أو كُتِب عنه، فهذا لا يجوز. لأننا لا ندري صحة الأقوال التي تنسب إليهم. والأصل في الإنسان المؤمن البراءة حتى تثبت إدانته، وحسن الظن مطلوب من المؤمن نحو أخيه المؤمن، وخاصة بعد خروجه من الدنيا، وأن تخطئ بحسن الظن خير لك من أن تصيب بسوء الظن، وماذا يقول العبد إذا أساء الظن فيمن خرج من الدنيا بناء على ما قيل عنه، أو ما كتب عنه، أو بناء على ما كَتَب، ولا ندري صحة نسبة القول إليه، وربما هذا الذي يحكم عليه البعض بأنه زنديق أو فاسق، وهو عند الله من الأولياء، والله يقول في الحديث القدسي: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) رواه البخاري. لذلك أنصحك يا أخي بحسن الظن فيمن خرج من الدنيا، وأن تذكر محاسنهم، فإن لم تعلم محاسنهم فكف عن مساويهم إن وجدت، واحذر من الافتراء عليهم. هذا، والله تعالى أعلم.