أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

348 - اشترى بيتاً بالتقسيط

13-05-2007 62 مشاهدة
 السؤال :
اشْتَرَيْتُ بَيْتًا في بَلَدِي بِالتَّقْسِيطِ مِنْ أَحَدِ الأَقَارِبِ، وَكَانَ الاتِّفَاقُ أَنْ أَدْفَعَ لَهُ مَبْلَغًا مِنَ المَالِ كُلَّ شَهْرٍ، وَكَانَ هَذَا المَبْلَغُ هُوَ قُدْرَتِي في تِلْكَ الفَتْرَةِ، وَكَانَ قَدْ قَالَ لِزَوْجَتِي: إِذَا تَوَفَّرَ مَعَكُمْ أَكْثَرُ فَأَرْسِلُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ. وَالآنَ وَالحَمْدُ للهِ الوَضْعُ أَفْضَلُ، وَمَعِيَ مِنَ المَالِ مَا أَسْتَطِيعُ بِهِ سَدَادَ كَامِلِ المَبْلَغِ، لَكِنِّي أُفَكِّرُ في وَضْعِ المَالِ في مَشْرُوعٍ، وَأَنْ أَبْقَى عَلَى اتِّفَاقِي مَعَ هَذَا القَرِيبِ بِأَنْ أَدْفَعَ لَهُ القِسْطَ الشَّهْرِيَّ المُتَّفَقَ عَلَيْهِ فَقَطْ إِلَى أَنْ أَنْتَهِيَ مِنْ سَدَادِ كَامِلِ المَبْلَغِ، فَهَلْ يَجُوزُ هَذَا أَمْ عَلَيَّ أَنْ أَدْفَعَ لَهُ بَاقِي حَقِّهِ؟؟ مُلَاحَظَةٌ: أُرِيدُ الدُّخُولَ في مَشْرُوعٍ دُونَ عِلْمِ قَرِيبِي.ملاحظة : أريد الدخول في مشروع دون علم قريبي.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 348
 2007-05-13

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أَخِي الكَرِيمُ: المُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ، وَمِنْ صِفَاتِ المُفْلِحِينَ الوَفَاءُ بِالوَعْدِ وَالعَهْدِ ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.

فَطَالَمَا قَرِيبُكَ أَحْسَنَ إِلَيْكَ، وَأَقْرَضَكَ قَرْضًا حَسَنًا يَلْتَمِسُ فِيهِ رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَفْرِيجَ الكَرْبِ عَنْكَ، وَأَخْبَرَ زَوْجَتَكَ بِأَنَّهُ إِذَا تَوَفَّرَ مَعَكُمْ أَكْثَرَ مِمَّا اتَّفَقْتُمْ عَلَيْهِ أَنْ تُرْسِلُوهُ لَهُ، أَرَى مِنَ الوَاجِبِ عَلَيْكَ أَنْ تُسَدِّدَ مَا تَرَتَّبَ عَلَيْكَ في أَقْرَبِ وَقْتٍ، وَذَلِكَ لِتُقَابِلَ الإِحْسَانَ بِالإِحْسَانِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.

وَأُذَكِّرُ نَفْسِي وَإِيَّاكَ بِحَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي يَقُولُ فِيهِ: «لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا فِي إِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنِ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللهِ، وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ، إِذَا أُصِبْتَ بِهَا، أَرْغَبَ مِنْكَ فِيهَا، لَوْ أَنَّهَا أُبْقِيَتْ لَكَ» أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.

فَثِقْ بِمَا في يَدِ اللهِ أَكْثَرَ مِمَّا تَثِقُ بِمَا في يَدِكَ، فَكَيْفَ بِمَا في يَدِ غَيْرِكَ، وَالذي وَسَّعَ عَلَيْكَ قَادِرٌ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْكَ بَعْدَ سَدَادِ دَيْنِكَ، وَعَجِّلْ يَا أَخِي بِتَبْرِئَةِ الذِّمَّةِ قَبْلَ نِهَايَةِ الأَجَلِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
62 مشاهدة