أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6084 - تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ

07-01-2014 31359 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنه يوم القيامة يُنادى الإنسان باسمه واسم أمه للعرض والحساب على الله تعالى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6084
 2014-01-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: جَاءَ في صَحيحِ الإمامِ البُخارِيِّ بابُ ما يُدعى النَّاسُ بِآبائِهِم، قالَ الإمامُ البُخارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ».

ثانياً: جاءَ في سُنَنِ أبي داود عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ».

ثالثاً: أمَّا الحَديثُ الذي رواهُ الطَّبَرانِيُّ عَنْ سَعِيدِ بن عَبْدِ الله الأَوْدِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا أُمَامَةَ وَهُوَ فِي النَّزْعِ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَاصْنَعُوا بِي كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ نصْنَعَ بِمَوْتَانَا، أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فُلانُ بنَ فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُهُ وَلا يُجِيبُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلانُ بنَ فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي قَاعِداً، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلانُ بنَ فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَكَ اللهُ، وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ بالله ربَّاً، وَبِالإِسْلامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيَّاً، وَبِالْقُرْآنِ إِمَاماً، فَإِنَّ مُنْكَراً وَنَكِيراً يَأْخُذُ وَاحِدٌ مِنْهُمْا بِيَدِ صَاحِبِهِ، وَيَقُولُ: انْطَلِقْ بنا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا».

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أُمَّهُ؟

قَالَ: «فَيَنْسُبُهُ إِلَى حَوَّاءَ، يَا فُلانُ بنَ حَوَّاءَ». فهوَ حَديثٌ ضَعيفٌ.

وبناء على ذلك:

فالصَّحيحُ أنَّ العَبدَ يُنادَى عَلَيهِ بِاسمِهِ واسمِ أبيهِ، وأمَّا الذي انقَطَعَ نَسَبُهُ من أبيهِ فإنَّهُ يُنادَى عَلَيهِ بما كانَ يُنادَى به في الحَياةِ الدُّنيا. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31359 مشاهدة