دروس رمضانية 1439هـ
1ـ القرآن هو أنيسنا في رمضان
مقدمة الخطبة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ شَهْرُ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، للهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».
وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْـصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ».
وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي؛ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ».
وروى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كُلُّنَا جَذَبَتْنَا المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتُ قَبْلَ رَمَضَانَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تعالى، وَصَدَقَ فِينَا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
فَيَا مَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ فَوَقَعَ في المُخَالَفَاتِ، هَا هُوَ شَهْرُ الطُّهْرِ، هَا هُوَ شَهْرُ الرَّحْمَةِ، هَا هُوَ شَهْرُ المَغْفِرَةِ، هَلْ تُقْبِلُ عَلَى مَوْلَاكَ؟ هَلْ تَطْرَحُ نَفْسَكَ بِالانْكِسَارِ بَيْنَ يَدَيِ العَزِيزِ الغَفَّارِ؟
هَل تَصْدُقُ في قَوْلِكَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»؟ رواه الإمام البخاري عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
هَلْ سَمِعْتَ يَا أَيُّهَا العَاصِي المُذْنِبُ الخَطَّاءُ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»؟
وَهَلْ سَمِعْتَ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
تَعَالَوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِنَصْطَلِحْ مَعَ اللهِ تعالى، وَلْنَتُبْ إِلَيْهِ تَوْبَةً صَادِقَةً نَصُوحَاً، قَبْلَ أَنْ نَقَعَ في سِيَاقِ المَوْتِ، لأَنَّ التَّوْبَةَ عِنْدَ ذَلِكَ لَا تَنْفَعُ ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَـضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَاً أَلِيمَاً﴾.
يُذْكَرُ بِأَنَّ هَارُونَ الرَّشِيدَ لَمَّا نَامَ عَلَى فِرَاشِ المَوْتِ بَكَى، وَقَالَ لِإِخْوَانِهِ: أُرِيدُ أَنْ أَرَى قَبْرِيَ الذي سَأُدْفَنُ فِيهِ، فَحَمَلُوا هَارُونَ إلى قَبْرِهِ، فَنَظَرَ هَارُونُ إلى القَبْرِ وَبَكَى، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ وَقَالَ: يَا مَنْ لَا يَزُولُ مُلْكُهُ، ارْحَمْ مَنْ قَدْ زَالَ مُلْكُهُ.
شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ القُرْآنِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ لَيْسَ شَهْرَ صِيَامٍ فَقَطْ، بَلْ هُوَ شَهْرُ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾. وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ هِيَ في شَهْرِ رَمَضَانَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.
وَلَقَدْ كَانَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَرَّغُوا جُلَّ أَوْقَاتِهِمْ لِتِلَاوَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
يَقُولُ الإِمَامُ الزُّهْرِيُّ: إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فَإِنَّمَا هُوَ لِقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَلِإِطْعَامِ الطَّعَامِ.
وَكَانَ الإِمَامُ مَالِكٌ إِمَامُ دَارِ الهِجْرَةِ إِذَا دَخَلَ رَمَضَانَ أَغْلَقَ كُتُبَهُ، وَامْتَنَعَ عَنِ الفُتْيَا، وَأَقْبَلَ عَلَى القُرْآنِ.
وَكَانَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَخْتِمُ القُرْآنَ في رَمَضَانَ سِتِّينَ خَتْمَةً.
وَكَانَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ يَخْتِمُ القُرْآنَ في رَمَضَانَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنُقْبِلْ عَلَى تِلَاوَةِ كِتَابِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ تِلَاوَةَ تَدَبُّرٍ وَعَمَلٍ، وَلْنَجْعَلْهُ أَنِيسَاً لَنَا في وَحْدَتِنَا، وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
يَـا أَنِـيسِي إِذَا جَـلَسْـتُ وَحِـيدَاً *** نَـائِـيَـاً عَـنْ أَحِـبَّتِي وَصِــحَـابِي
يَا سَـمِيرِي في مُوحِشَاتِ اللَّيَالِي *** وَرَفِـيـقِـي في رِحْـلَتِي وَاغْــتِرَابِي
جَـنَّتِـي أَنْـتَ كُـلَّمَا أَقْـفَرَ الكَوْنُ *** أَمَـامِـي بِـمِـحْـنَـةٍ أَو عَــــذَابِ
مَــنْ أَنَــا في مَجَـاهِـلِ الــكَـوْنِ *** لَوْلَا شَرَفُ الذِّكْرِ لِي في آيِ الكِتَابِ؟
كَيْفَ يَـلْقَى الشَّيْطَانُ مِنِّي مَنَالَاً *** وَخِطَابُ الرَّحْمَنِ حِـصْـنِي وَبَـابِي
وَظَلَامُ الـكَـوْنِ كَـيْفَ يُغَشِّينِي *** وَنُـورُ الـقُـرْآنِ تَـاجُ شَـــــــبَابِي
رُبَّ يَأْسٍ أَصَـابَـنِـي مِنْ ذُنُوبِي *** بَدَّدَتْـهُ أَلْـطَـافُ آيِ الــــــعَذَابِ
وَأَمَـانٍ مِـنَ الـهَوَى سَـاوَرَتْنِي *** أَبْـعَـدَتْهَـا آيَـاتُ يَـوْمِ الحِـــسَابِ
في رِحَابِ القُرْآنِ أَلْقَيْتُ رَحْـلِي *** وَبِـتَـرْتِـيـلِـهِ طَـوَيْـتُ مُــــصَابِي
ذَاكَ كَنْزِي إِنِ افْتَقَرْتُ وَفَجْرِي *** في الدَّيَاجِي وَمُنْقِذِي في الصِّـعَابِ
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ الحَيَاةَ في رِحَابِ القُرْآنِ العَظِيمِ نِعْمَةٌ لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا مَنْ ذَاقَهَا، فَبِنِعْمَةِ القُرْآنِ يُبَارَكُ لَنَا في أَعْمَارِنَا، وَفي أُصُولِنَا وَفُرُوعِنَا، وَفي أَوْطَانِنَا، وَأَمْوَالِنَا، وَمُمْتَلَكَاتِنَا، وَبِهِ نَعِيشُ حَيَاةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً.
لِنَكُن خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ، فَقَدْ عَاشَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ في رِحَابِ القُرْآنِ العَظِيمِ صَبَاحَاً وَمَسَاءً.
اللَّهُمَّ اجْعَلِ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا. آمين.
** ** **
تاريخ الخطبة:
الخميس: 1/ رمضان /1439هـ، الموافق: 17/ أيار / 2018م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد
فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد
غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد
مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد
الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد