477ـ خطبة الجمعة: الحب الحقيقي

477ـ خطبة الجمعة: الحب الحقيقي

.

477ـ خطبة الجمعة: الحب الحقيقي

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله: دِينُنَا الحَنِيفُ الذي قَالَ فِيهِ مَوْلانَا سُبْحَانَهُ وَتَبَارَكَ وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. هُوَ دِينُ الحُبِّ الحَقِيقِيِّ، بهذا الحُبِّ الحَقِيقِيِّ يُصْبِحُ العَبْدُ المُحِبُّ مَحْبُوبَاً عِنْدَ اللهِ تعالى ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾. بالحُبِّ الحَقِيقِيِّ يُحْـشَرُ المُحِبُّ ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَاً﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: بالحُبِّ الحَقِيقِيِّ يَحْشُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ المُحِبِّينَ يَوْمَ القِيَامَةِ في الجَنَّةِ على مَنَابِرَ من نُورٍ وَيُكْتَبُ على جِبَاهِهِم: المُتَحَابُّونَ فِيَّ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الترمذي عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْـمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ».

يَا عِبَادَ اللهِ: الظُّلْمُ في هذهِ الأَزْمَةِ قَد عَمَّ وَطَمَّ، حَتَّى وَصَلَ هذا الظُّلْمُ إلى الحُبِّ الطَّاهِرِ، إلى الحُبِّ المُقَدَّسِ، إلى الحُبِّ الذي دَعَانَا إِلَيْهِ الإِسْلامُ، إلى الحُبِّ المُتَبَادَلِ بَيْنَ المُؤْمِنِ وَالوُجُودِ كُلِّهِ، أَلَمْ يَقُلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» رواه الإمام البخاري عَن العَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

الحُبُّ الحَقِيقِيُّ:

يَا عِبَادَ اللهِ: الحُبُّ الحَقِيقِيُّ هُوَ الحُبُّ الذي يُقَرِّبُكَ من اللهِ تعالى، الحُبُّ الحَقِيقِيُّ هُوَ أَنْ يُحِبَّكَ اللهُ تعالى من خِلالِ مَا يَحْتَوِيهِ قَلْبُكَ، الحُبُّ الحَقِيقِيُّ هُوَ:

أولاً: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُمَا:

روى الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْـمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».

فَالحُبُّ الحَقِيقِيُّ أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُمَا.

ثانياً: أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيْكَ من نَفْسِكَ:

روى الإمام البخاري عَن عَبْدِ اللهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ».

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ واللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْآنَ يَا عُمَرُ».

فَالحُبُّ الحَقِيقِيُّ أَنْ يَكُونَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيْكَ من نَفْسِكَ التي بَيْنَ جَنْبَيْكَ.

ثالثاً: أَنْ تُحِبَّ أَخَاكَ في اللهِ تعالى:

روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ـ وَعَدَّ مِنْهُم: ـ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ».

فَالحُبُّ الحَقِيقِيُّ أَنْ تُحِبَّ أَخَاكَ في اللهِ تعالى.

رابعاً: أَنْ يُوصِلَكَ إلى مَحَبَّةِ اللهِ تعالى:

روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدَاً دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانَاً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ؛ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانَاً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ؛ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ».

فَالحُبُّ الحَقِيقِيُّ هُوَ الذي يَكُونُ سَبَبَاً لِأَنْ يُوصِلَكَ إلى مَحَبَّةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وتعالى، فَأَيُّ حُبٍّ أَشْرَفُ وَأَسْمَى من هذا الحُبِّ؟!

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَد انْتَشَرَ الظُّلْمُ وَعَمَّ وَطَمَّ، حَتَّى وَصَلَ هذا الظُّلْمُ إلى الحُبِّ الحَقِيقِيِّ، فَأَصْبَحَ الحُبُّ مَظْلُومَاً، وَأَصْبَحَ المُحِبُّ ظَالِمَاً لِنَفْسِهِ، عِنْدَمَا اسْتَبْدَلَ الذي هُوَ أَدْنَى بالذي هُوَ خَيْرٌ.

يَا عِبَادَ اللهِ: ما هذا العِيدُ الذي سَمَّاهُ النَّاسُ: عِيدَ الحُبِّ؟ عِيدُ الحُبِّ هذا هُوَ دَعْوَةٌ إلى الفُجُورِ والعُهْرِ، دَعْوَةٌ لارْتِكَابِ الفَوَاحِشِ مَا لا يَخْطُرُ على بَالٍ، ولا يَقْبَلُهُ شَرِيفٌ، وَبِهِ يُسْتَدْرَجُ النَّاسُ إلى حَمَأَةِ الشَّهَوَاتِ والرَّذِيلَةِ، هُوَ دَعْوَةٌ من أُنَاسٍ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِم: ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: من الأَسْبَابِ التي أَوْصَلَتْنَا إلى هذهِ الأَزْمَةِ التي كَثُرَ فِيهَا سَفْكُ الدِّمَاءِ، وَدَمَارُ البِلادِ، هُوَ عِيدُ الحُبِّ الذي بِسَبَبِهِ انْتَشَرَتِ الفَاحِشَةُ، وَبِهِ اسْتَحَقَّ العِبَادُ عِقَابَ اللهِ تعالى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

يَا عِبَادَ اللهِ: قِفُوا مَعَ أَنْفُسِكُم لَحْظَةً وَفَكِّرُوا، هَلِ اسْتَبْدَلْنَا الذي هُوَ أَدْنَى بالذي هُوَ خَيْرٌ ؟

يَا شَبَابَ هذهِ الأُمَّةِ، وَيَا شَابَّاتِ هذهِ الأُمَّةِ، قِفُوا مَعَ أَنْفُسِكُم لَحْظَةً وَفَكِّرُوا، هَلْ هذا الحُبُّ يُقَرِّبُنَا من اللهِ تَبَارَكَ وتعالى أَمْ يُبْعِدُنَا؟ هَلِ اسْتَبْدَلْنَا الذي هُوَ أَدْنَى بالذي هُوَ خَيْرٌ ؟

وَأَمَّا أَنْتُم يَا أَصْحَابَ المَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ، قِفُوا مَعَ أَنْفُسِكُم لَحْظَةً وَفَكِّرُوا، مَا أَنْتُم قَائِلُونَ للهِ سُبْحَانَهُ وتعالى يَوْمَ العَرْضِ والحِسَابِ؟ يَا مَنْ يُرَوِّجُ لهذا العِيدِ، الذي هُوَ دَعْوَةٌ للفُجُورِ والعُهْرِ، وَخَاصَّةً في هذهِ الأَزْمَةِ التي شَمَلَتِ القَرِيبَ والبَعِيدَ.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلاً. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**      **      **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 4/ جمادى الأولى /1437هـ، الموافق: 12/شباط/ 2016م

 2016-02-12
 3505
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

21-03-2024 576 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 576
14-03-2024 926 مشاهدة
904ـ خطبة الجمعة: حافظوا على الطاعات والعبادات

فَيَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ عَامِلٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَهُ هَدَفٌ يُرِيدُ الوُصُولَ إِلَيْهِ، وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ لَهُ غَايَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا. وَقِيمَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ تَأْتِي ... المزيد

 14-03-2024
 
 926
08-03-2024 849 مشاهدة
903ـ خطبة الجمعة: استقبل شهر رمضان بالأمور الآتية

هَا نَحْنُ نَسْتَقْبِلُ شَهْرَ الصَّوْمِ، وَأَنْعِمْ بِالصَّوْمِ عِبَادَةً، بِهِ رَفْعُ الدَّرَجَاتُ، وَتَكْفِيرُ الخَطِيئَاتِ، وَكَسْرُ الشَّهَوَاتِ، وَتَكْثِيرُ الصَّدَقَاتِ، وَوَفْرَةِ الطَّاعَاتِ، وَشُكْرُ عَالِمِ الخَفِيَّاتِ، وَالانْزِجَارُ ... المزيد

 08-03-2024
 
 849
09-02-2024 2550 مشاهدة
902ـ خطبة الجمعة: حاله صلى الله عليه وسلم في شعبان

إِنَّ المُؤْمِنَ لَيَتَقَلَّبُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَمُدُّ اللهُ تعالى لَهُ في أَجَلِهِ، وَكُلَّ يَوْمٍ يَبْقَاهُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ غَنِيمَةٌ لَهُ لِيَتَزَوَّدَ مِنْهُ لِآخِرَتِهِ، وَيَحْرُثَ فِيهِ مَا اسْتَطَاعَ، ... المزيد

 09-02-2024
 
 2550
02-02-2024 2241 مشاهدة
901ـ خطبة الجمعة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ﴾

لِنَكنْ جَمِيعًا عَلَى يَقِينٍ أَنَّنَا سَنَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾. أَلَا وَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّ الخَيْرِ في الجَنَّةِ، وَإِنَّ الشَّرَّ كُلَّ ... المزيد

 02-02-2024
 
 2241
25-01-2024 1483 مشاهدة
900ـ خطبة الجمعة: صورة من صور الحياء (2)

مَنْ فَقَدَ الحَيَاءَ فَقَدَ كُلَّ شَيْءٍ، وَصَارَ مُجَرَّدًا مِنْ كُلِّ خُلُقٍ نَبِيلٍ فَاضِلٍ، فَاقِدُ الحَيَاءِ مَمْقُوتٌ خَائِنٌ لَا رَحْمَةَ عِنْدَهُ، بَلْ في غَالِبِ الأَمْرِ الأَعَمِّ تَجِدُهُ مَلْعُونًا عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ الخَلْقِ، ... المزيد

 25-01-2024
 
 1483

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411929288
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :