أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7768 - البيع الباطل والفاسد

24-12-2016 3973 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الفارق بين البيع الباطل، والبيع الفاسد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7768
 2016-12-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ البَيْعِ البَاطِلِ وَالبَيْعِ الفَاسِدِ، فَالبَيْعُ البَاطِلُ وَالفَاسِدُ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَثَرٌ، وَلَا تَحْصُلُ بِهِ فَائِدَةٌ، فَلَا يَنْتَقِلُ المِلْكُ مِنَ البَائِعِ إلى المُشْتَرِي، وَلَا يَسْتَحِقُّ البَائِعُ الثَّمَنَ.

وَالإِقْدَامُ على البَيْعِ البَاطِلِ أَو الفَاسِدِ مَعَ العِلْمِ بِبُطْلَانِهِ حَرَامٌ شَرْعَاً، وَيَأثَمُ فَاعِلُهُ، لِارْتِكَابِهِ المَعْصِيَةَ بِمُخَالَفَتِهِ الشَّرْعَ، وَعدَمِ امْتِثَالِهِ لِمَا نَهَى عَنْهُ الشَّارِعُ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» رواه الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

وَخَالَفَ في ذَلِكَ الحَنَفِيَّةُ، فَقَالُوا: البَيْعُ البَاطِلُ هُوَ مَا لَمْ يُشْرَعْ بِأَصْلِهِ وَلَا وَصْفِهِ، وَأَمَّا البَيْعُ الفَاسِدُ: فَهُوَ مَا شُرِعَ بِأَصْلِهِ دُونَ وَصْفِهِ.

فَالبَيْعُ الفَاسِدُ عِنْدَهُمْ هُوَ مَرْتَبَةٌ بَيْنَ البَيْعِ الصَّحِيحِ وَالبَيْعِ البَاطِلِ، وَيُطْلَبُ شَرْعَاً مِنَ المُتَبَايِعَيْنِ التَّفَاسُخَ.

وبناء على ذلك:

فَالبَيْعُ البَاطِلُ وَالفَاسِدُ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ شَيْءٌ وَاحِدٌ، وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَثَرٌ، لِأَنَّهُ لَا وُجُودَ لَهُ إِلَّا مِنْ حَيْثُ الصُّورَةُ، وَهُوَ مَنْقُوضٌ مِنْ أَسَاسِهِ.

أَمَّا عِنْدَ الحَنَفيَّةِ، فَالبَيْعُ الفَاسِدُ هُوَ مَرْتَبَةٌ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالبَاطِلِ، يَجِبُ فَسْخُهُ على المُتَبَايِعَيْنِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3973 مشاهدة