أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1458 - هل يمكن للإنسان أن يزكي نفسه بنفسه؟

14-10-2008 34571 مشاهدة
 السؤال :
أنا أتبع طريقة صوفية وأنا في غاية الاطمئنان بهذا. لكن جاء أحد الأصدقاء وسألني عن التصوف فقلت له: أن تغسل قلبك من الغش والحسد والضغينة وتملأه بالرضا والتسليم والمحبة، فقال لي ألا تستطيع أن تفعل هذا من كتب العارفين والعلماء العاملين، فتعرف ما هو الحسد وما هي أسبابه وتعالج نفسك بنفسك، وهكذا الحقد والضغينة وسائر الأمور المكروهة. يعني السؤال باختصار هو: ((هل يمكن الاستغناء عن الشيخ والطريقة الفلانية ومعالجاتها، ومعالجة نفسي بنفسي))؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1458
 2008-10-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقل لهذا الأخ الكريم: هل يمكن لي أن أعالج نفسي إن مرضت من خلال كتب الطب بدون الذهاب إلى الطبيب؟

سيكون جوابه لك: قطعاً لا يمكن، فإذا كان في طبِّ الأبدان لا بد من وجود طبيب، فكيف في طبِّ القلوب؟

يا أخي تذكر قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}. فالله تعالى بيَّن في هذه الآية الكريمة مهمَّة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي من جملتها تزكية النفس، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّم الصحابة الكتاب والسنة، وإضافة إلى ذلك كان يزكِّيهم ويعالج نفوسهم وقلوبهم رضي الله عنهم.

ونحن يجب علينا أن نبحث عمَّن يعلمنا القرآن والسنة ويزكِّي لنا نفوسنا، وهذا لا بدَّ منه، لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}. ويقول: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}. وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله، أيُّ جلسائنا خير؟ قال: من يذكِّركم اللهَ رؤيته، وزاد في عملكم منطقه، وذكَّركم الآخرةَ عمله) رواه البيهقي.

فلا بدَّ من صحبة المرشد المربِّي وذلك لقوله تعالى: {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}. والكتابُ وحده لا يكفي، ولو كانت القراءة من الكتب تكفي لما كانت من مهمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس.

ولكن أقول لك يا أخي: انظر عمن تأخذ عنه الطريق، يجب أن تسلك طريقاً على يد مرشد كامل متِّبِع للكتاب والسنة، جمع بين العلم والعمل وتزكية النفوس، وإياك أن تصحب جاهلاً . هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
34571 مشاهدة