أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6315 - {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}

17-05-2014 42194 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6315
 2014-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقولُ ابنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في تَفسيرِ هذهِ الآيَةِ الكَريمَةِ: فَإِنَّكَ هَاهُنا في عَيشٍ رَغِيدٍ هَنِيءٍ، لا كُلفَةَ ولا مَشَقَّةَ.

﴿إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى﴾. إِنَّما قَرَنَ بَينَ الجُوعِ والعُرْيِ؛ لأنَّ الجُوعَ ذُلُّ البَاطِنِ، والعُرْيَ ذُلُّ الظَّاهِرِ.

﴿وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾. وهذانِ أيضاً مُتَقَابِلانِ، فالظَّمَأُ: حَرُّ البَاطِنِ، وهوَ العَطَشُ. والضُّحَى: حَرُّ الظَّاهِرِ.

وهذهِ الآيَةُ إشَارَةٌ وَاضِحَةٌ إلى أنَّ الجَنَّةَ التي أسكَنَها اللهُ تعالى سَيِّدَنا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ هيَ جَنَّةُ الخُلدِ التي وَعَدَ اللهُ تعالى بها عِبَادَهُ المُؤمِنينَ بَعدَ البَعثِ والحِسابِ، وذلكَ لأنَّ هذا الوَصْفَ الذي ذَكَرَهُ اللهُ تعالى لا يَكونُ إلا في جَنَّةِ الخُلدِ.

ويُؤَكِّدُ هذا كذلكَ الحَديثُ الصَّحيحُ الذي رواه الشيخان عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِن الْجَنَّةِ.

قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟

فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».

وبناء على ذلك:

فالعَيشُ في الجَنَّةِ عَيشٌ رَغيدٌ هَنيءٌ، لا تَعَبَ فيهِ ولا مَشَقَّةَ، لأنَّ العَبدَ المُؤمِنَ في دَارِ كَرَامَةٍ لا يُصِيبُهُ شَيءٌ فيها من الجُوعِ والعُرْيِ، ولا يُصِيبُهُ فيها ظَمَأٌ ولا حَرُّ الشَّمسِ، الطَّعَامُ فيها لَيسَ من جُوعٍ، والشَّرَابُ فيها لَيسَ من عَطَشٍ، وظلُّها دَائِمٌ، قال تعالى: ﴿لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً﴾.

اللَّهُمَّ اجعَلنا من أهلِها. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
42194 مشاهدة