أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

672 - كلمة سيدنا علي عند وفاة الصديق

20-11-2007 10613 مشاهدة
 السؤال :
ما هي الكلمة التي قالها سيدنا علي رضي الله عنه، عندما توفي سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 672
 2007-11-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فقد جاء في التبصرة لابن الجوزي 1/477-479 نقلاً من كتاب أسمى الطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمؤلفه: الدكتور محمد محمد الصَّلَّابي: (لما حان الرحيل ونزل الموت بأبي بكر، كان آخر ما تكلم به الصديق في هذه الدنيا قول الله تعالى: {توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}. وارتجت المدينة لوفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولم تر المدينة يوماً، أكثر باكياً وباكية من ذاك المساء الحزين. وأقبل علي بن أبي طالب مسرعاً، باكياً، مسترجعاً، ووقف على البيت الذي فيه أبو بكر فقال: رحمك الله يا أبا بكر كنت إلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاماً، وأخلصهم يقيناً، وأشدهم لله يقيناً، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً وسمتاً، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام أفضل الجزاء. صدَّقتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سماك الله في تنزيله صديقاً، فقال: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}. وآسيته إذ بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، ثاني اثنين صاحبه في الغار، والمُنزَّل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمّتِه أحسن الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وهنوا، وكنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعيفاً في بدنك، قوياً في أمر الله، متواضعاً في نفسك، عظيماً عند الله تعالى، جليلاً في أعين الناس، كبيراً في أنفسهم، لم يكن لأحدهم فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عندك سواء، وأقرب الناس عندك أطوعهم لله عز وجل وأتقاهم، شأنك الحق والصدق والرفق، قولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وظهر أمر الله، فسبقت والله سبقاً بعيداً، وأتعبت مَن بعدك إتعاباً شديداً، وفزت بالخير فوزاً مبيناً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله عز وجل قضاءه، وسلمنا له أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبداً، كنتَ للدين عزاً، وحرزاً وكهفاً، فألحقك الله عز وجل بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك. وجاء في رواية كما ذكر ذلك صاحب التاريخ الذهبي- عهد الخلفاء الراشدين - ص(120): أن علياً قال عندما دخل على أبي بكر بعدما سُجِّي: ما من أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته أحبّ إليّ من هذا المسجَّى.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10613 مشاهدة