أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8426 - الحجر الأسود

26-10-2017 1600 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن الحجر الأسود نزل من الجنة وكان أبيض من اللبن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8426
 2017-10-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الترمذي وابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضَاً مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ» وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وروى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضَاً مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الـشِّرْكِ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وروى الإمام أحمد والترمذي والحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرُّكْنَ وَالمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ، طَمَسَ اللهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ».

وبناء على ذلك:

فَمِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ وَغَيْرِهَا يُؤْخَذُ بِأَنَّ الحَجَرَ الأَسْوَدَ كَانَ أَبْيَضَ، وَلَكِنْ سَوَّدَتْهُ ذُنُوبُ بَنِي آدَمَ، وَخَاصَّةً مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلَا غَرَابَةَ في ذَلِكَ، لِأَنَّ الذُّنُوبَ وَالخَطَايَا تُسَوِّدُ القُلُوبَ، كَمَا سَوَّدَتِ الحَجَرَ الأَسْوَدَ، روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

وَشَاءَ اللهُ تعالى أَنْ يُبْقِيَهُ أَسْوَدَ اللَّوْنِ بِسَبَبِ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، وَلَمْ تُبَيِّضْهُ طَاعَاتُ أَهْلِ التَّوْحِيدِ، لِيَكُونَ عِبْرَةً لِمَنْ لَهُ بَصِيرَةٌ، فَإِنَّ الخَطَايَا إِذَا أَثَّرَتْ في الحَجَرِ الصَّلْدِ، فَتَأْثِيرُهَا في القَلْبِ أَشَدُّ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1600 مشاهدة