أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6191 - الدليل والحكمة من صيام الأيام البيض

09-03-2014 11961 مشاهدة
 السؤال :
هل يوجد دليل على صيام الأيام البيض، وما هي الحكمة من صيام هذه الأيام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6191
 2014-03-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الترمذي عن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا صُمْتَ مِن الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.

وروى الإمام البخاري عن عَبْدِ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الله، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَائِماً مِن الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلْيَصُم الثَّلَاثَ الْبِيضَ».

ثانياً: اِتَّفَقَ الفُقَهاءُ على أنَّهُ يُسَنُّ صَومُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ من كُلِّ شَهرٍ، وذَهَبَ الجُمهورُ منهُم إلى استِحبابِ كَونِها الأيَّامِ البِيضِ، وهيَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ من كُلِّ شَهرٍ عَرَبِيٍّ، وسُمِّيَت بذلكَ لِتَكَامُلِ ضَوءِ الهِلالِ، وشِدَّةِ البَياضِ فيها.

وبناء على ذلك:

فالدَّليلُ على صِيامِ الأيَّامِ البِيضِ هوَ الحَديثُ الذي أخرَجَهُ الإمامُ الترمذي؛ وقالَ عنهُ: حَديثٌ حَسَنٌ.

أمَّا الحِكمَةُ من صِيامِها فقد قيلَ: هيَ شُكرٌ لله تعالى على ما أنعَمَ به من اكتِمالِ ضَوءِ القَمَرِ، ولما في ذلكَ من مَنافِعَ للنَّاسِ في اللَّيلِ عِندَما تَكونُ تِلكَ اللَّيالي مُضيئَةً، وربَّما أن يَكونَ لذلكَ أثَرٌ في جَسَدِ الإنسانِ، من حَيثُ تَضييقُ مَجارِي الدَّمِ، لأنَّهُ قيلَ في اكتِمالِ القَمَرِ تَكونَ فَورَةُ الدَّمِ في جَسَدِ الإنسانِ، وإذا جَهِلَ النَّاسُ الحِكمَةَ من ذلكَ، فَيَكفيهِم أنَّ سَيِّدَ الحُكَماءِ حَضَّ الأُمَّةَ على صِيامِها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11961 مشاهدة