أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8657 - لا ترفع عصاك عن أهلك

31-01-2018 17993 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة الحديث الشريف: لا ترفع عصاك عن أهلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8657
 2018-01-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإمام البخاري في الأَدَبِ المُفْرَدِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِتِسْعٍ: لَا تُـشْرِكْ بِاللهِ شَيْئَاً؛ وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدَاً، وَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدَاً بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا، وَلَا تُنَازِعَنَّ وُلَاةَ الْأَمْرِ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ(يعني: وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ عَلى الحَقِّ) ، وَلَا تَفْرُرْ مِنَ الزَّحْفِ، وَإِنْ هَلَكْتَ وَفَرَّ أَصْحَابُكَ، وَأَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ، وَأَخِفْهُمْ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَالمُرَادُ بِهِ ضَرْبُ الزَّوْجَةِ في حَالَةِ النُّشُوزِ، وَأَنْ يَكُونَ الضَّرْبُ بِحَقٍّ، وَبِشُرُوطِهِ الـشَّرْعِيَّةِ، أَنْ يَتَّقِيَ الوَجْهَ، وَأَنْ لَا يَخْدِشَ لَحْمَاً، وَلَا يَكْسِرَ عَظْمَاً، وَيَكُونَ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَهُوَ المُرَادُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾.

وبناء على ذلك:

فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ.

وَالمَقْصُودُ مِنْ جَعْلِ العَصَا في البَيْتِ مِنْ أَجْلِ التَّأْدِيبِ في حَالَةِ النُّشُوزِ، مَعَ مُرَاقَبَةِ اللهِ تعالى، وَمَعَ وُجُوبِ التَّذَكُّرِ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أُولَائِكَ بِخِيَارِكُمْ» رواه الحاكم عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ.

وَإِنِّي أَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ وَضْعَ العَصَا في البَيْتِ لِتَأْدِيبِ أَهْلِهِ في حَالَةِ النُّشُوزِ، قَبْلَ أَنْ تُفَكِّرَ في تَأْدِيبِ الزَّوْجَةِ فَكِّرْ في تَأْدِيبِ نَفْسِكَ، وَاحْمِلْهَا عَلَى الاسْتِقَامَةِ وَكَظْمِ الغَيْظِ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾. وَمِنَ المُعَاشَرَةِ بِالمَعْرُوفِ أَنْ لَا تَضْرِبَ، لِأَنَّ الخِيَارَ لَا يَـضْرِبُونَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17993 مشاهدة