أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9593 - لتدرك الرجل وولده

05-04-2019 925 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أنه جاء في الحديث الشريف أن الصلاة على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تنفع المصلي وولده وولد ولده؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9593
 2019-04-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَمْ يَرِدْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تُدْرِكُ الرَّجُلَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ.

وَلَكِنْ جَاءَ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾. أي: طُمَأْنِينَةٌ لَهُمْ، بِحَيْثُ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِدُعَائِكَ لَهُمْ.

وروى الإمام أحمد في مُسْنَدِهِ عَنْ ابْنِ حُذَيْفَةَ ـ قَالَ مِسْعَرٌ: وَقَدْ ذَكَرَهُ مَرَّةً عَنْ حُذَيْفَةَ ـ أَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَتُدْرِكُ الرَّجُلَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. يَعْنِي تَمْتَدُّ بَرَكَاتُهَا إلى أَجْيَالٍ ثَلَاثَةٍ.

وروى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ».

فَأَتَاهُ أَبِي، أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى».

وفي رِوَايَةٍ للإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلِّ عَلَيَّ، وَعَلَى زَوْجِي صَلَّى الله عَلَيْكَ.

فَقَالَ: «صَلَّى الله عَلَيْكِ، وَعَلَى زَوْجِكِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَدِيثُ الوَارِدُ هُوَ أَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَتُدْرِكُ الرَّجُلَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ؛ يَعْنِي أَنَّ دُعَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ يَنْفَعُهُ وَيَنْفَعُ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ.

أَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهَا تَنْفَعُ المُصَلِّيَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، لِأَنَّ المُصَلِّيَ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَالمُكْثِرَ مِنْهَا هُوَ عَبْدٌ صَالِحٌ، وَاللهُ تعالى يَقُولُ في سُورَةِ الكَهْفِ: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحَاً﴾. يُقَالُ أَنَّهُ الجَدُّ السَّابِعُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
925 مشاهدة
الملف المرفق