أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4356 - يقول عن نفسه: إنه علماني مسلم

26-10-2011 21414 مشاهدة
 السؤال :
من أعجب ما سمعت من رجل كنت أتوسَّم فيه الصلاح، أنه يقول عن نفسه: إنه رجل علماني مسلم، فما حكم هذا القول؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4356
 2011-10-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن الأصوب في هذه الحالة أن تسأل الرجل ذاته عن قصده من هذه الكلمة، وخاصة وأنت تتوسَّم فيه الصلاح، لأن العبد الصالح هو الناصح المنصوح، هو الموصي الموصَى، هو المذكِّر المذكَّر، هو الآمر المأمور، هو الناهي المنهيُّ.

وعلى كل حال: فإنه يجب أن يعرف ماذا يقصد من كلمة علماني؟ فإن كان يقصد منها ما هو معروف عند عامة الناس فضلاً عن علمائهم، بأنه لا دين له، ولا يؤمن إلا بالمادة، ولا يدين بدين، فهذا على خطر عظيم.

وأما إذا كان يقصد بأنه يؤمن بالعلم ويعتمد على العلم في كلِّ شؤونه فلا حرج في ذلك ولا إشكال، إلا أنه يجب عليه أن يبتعد عن هذا اللفظ الذي صار مصطلحاً عالمياً، بأن العلمانيَّ لا دين له.

ويكفي شرفاً للمسلم أن يتعلَّم من القرآن ما يصف به نفسه، فيقول: إنني مسلم، وكفاه شرفاً بهذا التعريف؛ لأن الله تعالى يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين} [فصلت: 33]. هل هناك أحسن من ذلك؟

وشأن من بلغ مبلغ الرجال أن يقول عن وصفه بأنه مسلم فقط، انظر إلى قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} [الأحقاف: 15].

وإني أرجو الله عز وجل أن يجعل عزَّنا بالإسلام، لأننا مهما ابتغينا العزة بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله، فاللهَ نسأل أن يحيينا على الإسلام وأن يميتنا على الإسلام، وأن يبعثنا على الإسلام، وأن يُدخلنا الجنة بسلام. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
21414 مشاهدة