أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5736 - حشو الأضراس أثناء العادة الشهرية

31-01-2013 20893 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للمرأة أثناء حيضها أو نفاسها أن تحشو أضراسَها؟ وهل يجوز ذلك للجنب كذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5736
 2013-01-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن فرائِضِ الغُسلِ المضمضةُ والاستِنشاقُ، وذلكَ عملاً بقولِهِ تعالى: ﴿وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا﴾. ولما روى الإمام مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي فَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ، قَالَ: «لَا، إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِيَ عَلَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ، ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ الْمَاءَ فَتَطْهُرِينَ».

ففيهِما طَلَبُ تطهيرُ جميعِ البَدَنِ وتعميمُهُ بالماءِ، وهذا عندَ الحنفية والحنابلة.

أمَّا عندَ المالكية والشافعية، المضمضةُ والاستِنشاقُ فسُنَّةٌ في الغُسلِ كالوضوءِ، لِمَا روى الإمام أحمد عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مِنْ الْفِطْرَةِ ـ أَوْ الْفِطْرَةُ ـ الْمَضْمَضَةُ، وَالِاسْتِنْشَاقُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَالسِّوَاكُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَالِاخْتِتَانُ، وَالِانْتِضَاحُ».

فغسلُ الفمِ من فرائِضِ الغُسلِ عندَ الحنفيةِ والحنابلةِ، ولا يُشترطُ تخليلُ الأسنانِ والأضراسِ، بل يُكتَفَى بِغَسلِ الفَمِ بشكلٍ عامٍّ، أمَّا المالكيَّةِ والشَّافعيَّةِ فَغَسلُ الفمِ سُنَّةٌ.

وبناء على ذلك:

 فلا حَرَجَ من حَشوِ الأضراسِ أيَّامَ الحَيضِ والنِّفاسِ، وكذلكَ إن كانَ جُنُباً عندَ جُمهورِ الفقهاءِ، ولكن الأولى في حقِّ الجُنُبِ تأخيرُ ذلكَ حتَّى يغتسلَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20893 مشاهدة