أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3116 - هل الدعاء يغير القدر؟

31-07-2010 27497 مشاهدة
 السؤال :
أود معرفة صحة ومصدر القول التالي: كثرة الدعاء تغير الأقدار.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3116
 2010-07-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالدعاء بحد ذاته عبادة، لأنه تكليف من الله عز وجل بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ) رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ) رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ) رواه الترمذي عن عبد الله رضي الله عنه.

والدعاء له أثر بالغ وفائدة عظيمة، فبه ترفع المحن، وبه تكشف المصائب والكوارث.

ويقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه إحياء علوم الدين: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاءُ لا مردَّ له؟ فاعلم أنَّ من القضاء ردَّ البلاء بالدعاء، فالدعاء سببٌ لردِّ البلاء واستجلاب الرحمة، كما أن الترس سبب لرد السهام، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان اهـ.

وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) رواه البزار والطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ، وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلا الْبِرُّ) رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن.

وأما هذه العبارة: (كثرة الدعاء تغير الأقدار) فلم نجدها. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
27497 مشاهدة