أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4376 - طلب منه أن يضع يده على التوراة من أجل القسم

01-11-2011 32524 مشاهدة
 السؤال :
رجل مقيم في دولة غربية، وطُلب منه يمينٌ أمام القاضي، فهل يجوز للمسلم أن يضع يده على التوراة أو الإنجيل أثناء القسم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4376
 2011-11-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: لا يجوز الحلف إلا بالله تعالى، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ) رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

ثانياً: لا يشترط للحالف أن يضع يده على القرآن ولا غيره أثناء القسم، ولكنَّ ما يفعله القضاة أو المفتون من طلب وضع اليد على القرآن العظيم، إنما هو من باب تغليظ اليمين، وليتهيَّب الحالف من الكذب.

ثالثاً: لا يجوز للمسلم أن يضع يده على التوراة أو الإنجيل أثناء القسم بالله تعالى، لأنها محرَّفة، وليست هي الأصل الذي أنزله الله تعالى على سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام، ولأنَّ القرآنَ العظيم نَسَخَ جميع الكتب السماوية.

وبناء على ذلك:

فلا يجوز للمسلم أن يضع يده على التوراة أو الإنجيل أثناء القسم، وعليه أن يطلب من القاضي أن يضع يده على القرآن العظيم، فإن أبى وأصرَّ القاضي غير المسلم على الرجل المسلم أن يضع يده على التوراة أو الإنجيل، فلا حرج من وضع يده عند ذلك، لأنَّه مُكرَه، والنبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الواجب على المسلم أن يحلف بالله تعالى، ولا يجوز له الحلف بغير ذلك من الأيمان التي فيها شِرْك. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
32524 مشاهدة