أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

273 - الهدية للموظف بعد إنجاز العمل

17-06-2008 10938 مشاهدة
 السؤال :
أنا رجل موظف في بعض دوائر الدولة، بعد إنجازي العمل قُدِّمت لي هدية من قبل المراجع فهل تحل لي أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 273
 2008-06-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى البخاري ومسلم وأبو داود، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَجُلَاً مِنَ الْأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ ـ أَيْ يَجْمَعُ الزَّكَاةَ ـ يُدْعَى: ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقَاً».

ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقَاً، وَاللهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئَاً بِغَيْرِ حَقِّهِ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدَاً مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعِيرَاً لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ـ أَيْ تَصِيحُ ـ».

فَيَا أَخِي: الهَدِيَّةُ لَا تُقَدَّمُ لَكَ إِلَّا لِأَنَّكَ في هَذَا المَوْقِعِ، وَإِلَّا فَاجْلِسْ في بَيْتِكَ دُونَ وَظِيفَةٍ وَانْظُرْ هَلْ يُهْدَى إِلَيْكَ؟ بَلْ هَلْ أَحَدٌ يَتَعَرَّفُ عَلَيْكَ؟ فَلَا تَفْضَحْ نَفْسَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِحَمْلِ جَمِيعِ الهَدَايَا، مَاذَا سَنَقُولُ لِرَبِّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟

فَالإِسْلَامُ حَرِيصٌ عَلَى نَقَاءِ جَمِيعِ المُوَظَّفِينَ في دُنْيَاهُمْ قَبْلَ آخِرَتِهِمْ، الإِسْلَامُ حَرِيصٌ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ لَا يَحْمِلَ وِزْرَاً في الدُّنْيَا، وَعِقَابَاً وَتَشْهِيرَاً عَلَى الَملَأِ في الآخِرَةِ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالمَيِنَ.

نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ لَنَا جَمِيعَاً، وَللعَامِلِينَ في مُؤَسَّسَاتِ الدَّوْلَةِ خَاصَّةً. آمين آمين آمين.

قُدِّمَتْ هَدِيَّةٌ لِسَيِّدِنَا عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرَدَّهَا، فَقِيلَ لَهُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُهَا، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَتْ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، وَهِيَ لَنَا رِشْوَةٌ، لِأَنَّهُ كَانَ يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ لِنُبُوَّتِهِ لَا لِوِلَايَتِهِ، وَنَحْنُ يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَيْنَا لِوِلَايَتِنَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10938 مشاهدة