أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7231 - «كالقابض على الجمر»

22-03-2016 3219 مشاهدة
 السؤال :
لقد ورد عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنه سيأتي زمان على الناس، القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، فهل ينطبق هذا الحديث على زماننا هذا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7231
 2016-03-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الترمذي عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟

قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟

قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَـضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾.

قَالَ: أَمَا واللهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرَاً، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَل ائْتَمِرُوا بِالْـمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنْ الْـمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحَّاً مُطَاعَاً، وَهَوَىً مُتَّبَعَاً، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ، نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَاً الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلَاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ». وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وَجَاءَ في الجَامِعِ الكَبِيرِ للسُّيُوطِيُّ روى الترمذي الحَكِيمُ في كِتَابِهِ نَوَادِرِ الأُصُولِ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ  قَالَ: «يَأْتِي على النَّاسِ زَمَانٌ التَّمَسُّكُ فِيهِ بِسُنَّتِي عِنْدَ اخْتِلَافِ أُمَّتِي كَالقَابِضِ على الجَمْرِ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وفي رِوَايَةٍ للترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ».

وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لا يَمُرُّ زَمَانٌ على النَّاسِ إلا والذي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ.

وبناء على ذلك:

فَقَد كَثُرَتِ الفِتَنُ في زَمَانِنَا، وَكَثُرَتِ المُغْرِيَاتِ والانْحِرَافَاتُ، لَكِنَّهَا بِحَمْدِ اللهِ تعالى لَمْ تَصِلْ إلى الذُّرْوَةِ، والحَمْدُ للهِ مَا زِلْنَا نَجِدُ في هَذِا الزَّمَنِ على الخَيْرِ أَعْوَانَاً، ولا نَدْرِي مَا يُخَبِّئُهُ القَدَرُ لَنَا وَلِذُرِّيَّاتِنَا، وَنَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَقِيَنَا شَرَّ جَمِيعِ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3219 مشاهدة