أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6288 - آيات لجلب الرزق

05-05-2014 21183 مشاهدة
 السؤال :
هل هناك آيات في القرآن العظيم يقرأها الإنسان الفقير من أجل زيادة رزقه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6288
 2014-05-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقولُ اللهُ تعالى حِكَايَةً على لِسانِ سَيِّدِنا نوحٍ لِقَومِهِ: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾. ويَقولُ وتعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمَّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾.

يَقولُ الإمامُ القُرطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: هذهِ ثَمَرَةُ الاستِغفارِ والتَّوبَةِ، أي يُمَتِّعكُم بالمَنَافِعِ من سِعَةِ الرِّزقِ ورَغَدِ العَيشِ.

ثانياً: يَقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.

يَقولُ الإمامُ القُرطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وقَالَ عُمَرُ بنُ عُثمانَ الصدفِيِّ: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللهَ﴾ فَيَقِفُ عِندَ حُدُودِهِ ويَجتَنِبُ مَعَاصِيَهُ يُخرِجُهُ من الحَرَامِ إلى الحَلالِ، ومن الضِّيقِ إلى السَّعَةِ، ومن النَّارِ إلى الجَنَّةِ.

﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ من حَيثُ لا يَرجُو.

وقَالَ ابن عُيَينَةَ: هوَ البَرَكَةُ في الرِّزقِ.

وبناء على ذلك:

فما وَرَدَ في السُّنَّةِ أن يَقرَأَ الإنسانُ بَعضَ الآياتِ من أجلِ زِيَادَةِ الرِّزقِ، بل أَمَرَ اللهُ تعالى بالاستِغفارِ والتَّقوَى، ورَتَّبَ على امتِثالِ الأمرِ أن يَرزُقَ اللهُ تعالى العَبدَ رِزقاً حَلالاً وَاسِعاً طَيِّباً مُبَارَكاً.

والاستِغفارُ لا يَعني أن يَقولَ العَبدُ: أستَغفِرُ اللهَ؛ وهوَ مُصِرٌّ على الذَّنبِ، بل يَجِبُ عَلَيهِ أن يُحَقِّقَ شُروطَ التَّوبَةِ، وذلكَ بالإقلاعِ عن الذَّنبِ، والنَّدَمِ على فِعلِهِ، والإصرارِ على عَدَمِ العَودَةِ، وأن يُعيدِ الحُقُوقَ إلى أصحَابِها.

فمن لَزِمَ الاستِغفارَ واتَّقَى اللهَ تعالى وَسَّعَ اللهُ عَلَيهِ في الرِّزقِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
21183 مشاهدة