أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3763 - نصائح لشاربي الدخان والأركيلة

23-02-2011 50637 مشاهدة
 السؤال :
ما هي النصائح التي تقدمها لشارب الدخان والأركيلة، وخاصة لمن تعلق بها تعلقاً شديداً، ولم يستطع تركها بسبب الإدمان عليها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3763
 2011-02-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فنصيحتي لشاربي الدخان والأركيلة:

أولاً: أسرع بالتوبة إلى الله عز وجل قبل فوات الأوان، وكن صاحب إرادة قوية، واستعن بالله ولا تعجز.

ثانياً: إن لم تكن حريصاً على نفسك فكن حريصاً على ذريَّتك، وإني على يقين بأن أغلى شيء عندك بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو ذريَّتك، فاتخذ قراراً لا رجعة فيه في ترك الدخان والأركيلة، لأن ذاتك تستحقُّ منك هذا الحزم، وذريَّتك تستحقُّ هذا الحزم.

ثالثاً: لا تفقد الأمل إذا لم تنجح في المرة الأولى بتركه، فشياطين الجن والإنس لا ييئسون من إيقاعك في المخالفة، ومن استمراريتك بشرب الدخان والأركيلة، لأنهم ضعفاء أمام أنفسهم، {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} [النساء: 27].

رابعاً: اعتبر من أصحاب الابتلاءات، واستفد من أصحاب العزيمة الذين أقلعوا عن التدخين والأركيلة.

خامساً : عليك بتقوية الوازع الإيماني، لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي والمنكرات، قوِّ إيمانك بتلاوة القرآن، وبحضور مجالس العلم والذكر، وبكثرة ذكر الله تعالى، وبترك المعاصي والمخالفات الشرعية، وتذكَّر قول الله تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون} [الحشر: 19].

سادساً: عليك بالصحبة الصالحة، وإياك وقرين السوء، وتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحاملُ المسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجدَ منه ريحاً طيِّبةً، ونافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة) رواه مسلم. فالجليس الصالح يعينك على ترك الدخان والأركيلة، أمَّا قرين السوء فعلى العكس من ذلك تماماً، وهل الجليس الذي يعينك على حرق جسدك وإضاعة مالك وخسارة آخرتك ـ لا قدَّر الله ـ هو جليس صالح؟

انتق الجليس الصالح الذي يحافظ على سلامتك وسلامة دينك وسلامة دنياك وآخرتك.

سابعاً: املأ وقتك بما هو نافع لك إما في دنياك وإما في آخرتك، املأ وقت الفراغ بتلاوة القرآن الكريم وحفظه، وبقراءة الحديث الشريف وحفظه، احفظ ما استطعت أن تحفظ من كلام ربك فهو نور في صدرك، واحفظ شيئاً من أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو خير لك، املأ وقتك بشيء لا تندم عليه في آخرتك، وتذكر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (نعمتان مَغْبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الفراغ والصحة) رواه الإمام أحمد. فلا تهدر الوقت بدون فائدة، ولا تهدر صحتك بالسيجارة والأركيلة.

ثامناً: يا روَّاد المساجد اتقوا الله في أنفسكم وفي غيركم، ولا تكونوا قدوة لغيركم بشرب الدخان والأركيلة، لأن الناس ينظرون إلى روَّاد المساجد بأنهم قدوة، فكونوا قدوة صالحة لغيركم، وأعطوا الصورة الحسنة عن التزامكم بدين الله عز وجل، فكل واحد منا على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبل أحدنا.

وأولاً وأخيراً: أنت مسؤول أمام الله تعالى عن نعمة المال أن تصرف بعضه في شرب الدخان والأركيلة.

وهل ترى من شكر الله تعالى على نعمة الولد أن تكون أسوة له في شرب الدخان والأركيلة، ثم هو يتابع سيره في الدركات التي لن يُحسد عليها.

أسأل الله السلامة لي ولأصولي وفروعي وزوجتي، ولكلِّ مؤمن ومؤمنة في مشارق الأرض ومغاربها من كل فتنة ظاهرة وباطنة.

وأسأل الله السلامة لأوطاننا ولشبابنا وشابَّاتنا ومسؤولينا إنه خير مسؤول وخير مأمول. آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم: {وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [سورة العصر]. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
50637 مشاهدة