أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2434 - هداه الله ويريد إصلاح أهله فلا يستطيع

29-10-2009 14588 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب هداني الله من قريب، لكن توجد معوقات كثيرة وهي أن الأهل من حولي باقون على المعاصي من غيبة ونميمة وغيرها، وحاولت الإصلاح فلم أستطع، فهل أنجو بنفسي وأتركهم وأهاجر كما فعل الذي قتل مئة نفس؟ لكن لدي والدان كبيران في السن فماذا أفعل؟ هل أتركهما أم أبقى معها وأنا أرى الذنوب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2434
 2009-10-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلله الحمد الذي أكرمك بالالتزام وأسأله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وعليك بعد ذلك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بأسلوب لطيف لا بأسلوب فظٍّ غليظ، وعليك أن تصبر، وتذكر قول سيدنا لقمان لولده وهو يعظه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور}. أمره بالصبر ولم يأمره بالاعتزال عن الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي لا يُخَالِطُهُمْ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) رواه أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

وأنت لست مسؤولاً يوم القيامة عن والديك وإخوتك وأخواتك ما دمتَ تُذَكِّرهم بالله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكر قول الله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}. وأنا على يقين بأن والديك لم يأمراك بمعصية الله، وكذلك إخوتك وأخواتك، فكيف تهجرهم؟ وهل إذا هجرتهم ينصلح حالهم؟

أما بالنسبة لحديث القاتل مئة نفس فهو كان العاصي ويريد أن يتوب إلى الله، ولم يستطع أن يتوب من المعصية حتى أمره العَالِمُ بترك البلدة التي كان يعصي الله فيها، أما بالنسبة لك فقد تبت إلى الله تعالى والحمد لله، وعليك بالصبر على طاعة الله وعن معصية الله، وأحسن الصحبة مع والديك وأخواتك عسى الله أن يكرمهم بالهداية والاستقامة وما ذلك على الله بعزيز. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14588 مشاهدة