أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

932 - زوجها سيئ الخلق وقد حلف عليها أيماناً بالطلاق

13-03-2008 28023 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة عمري 27 عاماً، أوقع زوجي اليمين الثالث عليّ، أرجو الجواب الشافي على الأسئلة التالية: ماذا عن حقوقي المادية وعن أغراضي؟ وماذا أفعل هل أترك الأولاد له وهو غير كفء لذلك؟ وكيف أتصرف وأنا من عائلة فقيرة؟ وكيف أصرف على أولادي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 932
 2008-03-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإذا كان الطلاق الذي وقع عليكِ هو الطلاق الثالث فأنت حرمت على هذا الرجل حتى تتزوجي من غيره، وذلك لصريح قول الله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا} أي الطلاق الثالث {فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ} [البقرة: 230].

أما إذا لم يقع الطلاق الثالث فأنصحك بالصبر عليه بل بالمصابرة، وأن تجعلي نصب عينيك قول الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]. وقول الله تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء: 19]. وكم من امرأة صابرة على سوء خلق زوجها منحها الله تعالى ذرية كانت قرة عين لها في الدنيا والآخرة؟

وتذكري يا أختاه قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} [الفرقان: 20].

فاستعيني بالله واصبري وأنت تتمثلين قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

ويجب على الرجل أن يدفع لك المهر غير المقبوض، مع نفقة العدة، ونفقة الأولاد القصَّر إذا بقي الأولاد عندك، وأما بالنسبة للمهر المقبوض إذا كان أغراضاً جهازية فهو من حقك ولك أن تأخذيه كاملاً.

وأنا أنصحك أن تضمي الأولاد إليك وأن تحسني تربيتهم وتوجيههم وخاصة وأنت تذكرين بأن زوجك سيئ الخلق، وكوني على ثقة بأن الرزق مقسوم، فرزق الأولاد ورزقك على الله تعالى، فحيثما توجهتم فإن الرزق ملازم لكم، والرزق يبحث عن العبد ويعرف موقعه أكثر مما يعرف العبد موضع رزقه، ألم يقل الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6].

أسأل الله تعالى أن يفرِّج عنا وعنكم عاجلاً غير آجل، ويلهمك الصبر والسلوان، وأن يوسِّع عليك في الرزق، وأن تحسني تربية الأطفال، وحسبنا الله ونعم الوكيل. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
28023 مشاهدة