أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1844 - من هو الصحابي؟

11-03-2009 15673 مشاهدة
 السؤال :
هل يوجد تعريف للفظ (الصحابي) من القرآن الكريم والسنة النبوية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1844
 2009-03-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الذي أسماهم صحابة هو النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الشريف: (أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ) رواه مسلم، وأشار الله عز وجل إلى ذلك بقوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}.

وما ورد فيما أعلم تعريف كلمة الصحابي في القرآن أو في السنة المطهرة، ولكن ورد تعريف الصحابي على لسان المحدِّثين جزاهم الله تعالى خيراً، حيث قالوا: الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل فيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى.

قال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه الإحكام في أصول الأحكام، وهو يتحدث عن فضل الصحابة وتعريف الصحابي: (فأما الصحابة رضي الله عنهم، فهم كل من جالس النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة، وسمع منه ولو كلمة فما فوقها، أو شاهد منه عليه السلام أمراً يعيه، ولم يكن من المنافقين الذين اتصل نفاقهم واشتهر حتى ماتوا على ذلك.

وكلُّهم عدلٌ إمامٌ فاضلٌ رِضاً، فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم، وأن نستغفر لهم ونُحبَّهم، وتمرةٌ يتصدق بها أحدُهم أفضل من صدقة أحدِنا دهره كله، ولو عُمِّر أحدنا الدهرَ كلَّه في طاعات متصلة ما وازى عمل امرئ صحب النبي صلى الله عليه وسلم ساعة واحدةً فما فوقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ) رواه البخاري) اهـ.

ويقول فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى: وإنما حكم العلماء بأن مجالسة ساعةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو مشاهدة لحظة أو سماع كلمةٍ فما فوقها منه عليه الصلاة والسلام تكسب صاحبها اسم الصحابي لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن لرؤية نور النبوة قوةَ سريان في قلب المؤمن، فتظهر آثارُها على جوارح الرائي في الطاعة والاستقامة مدى الحياة، ببركته صلى الله عليه وسلم.

ويشهد لذلك ما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن بسر عنه صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي) رواه الحاكم في المستدرك. اهـ.

وقال الإمام تقي الدين السبكي في الإبهاج في شرح المنهاج: (والصحابي كلُّ من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً، وذلك لشرف الصحبة، وعِظَمِ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن رؤية الصالحين لها أثرٌ عظيم، فكيف رؤية سيد الصالحين؟! فإذا رآه مسلمٌ ولو لحظة انطبع قلبُهُ على الاستقامة، لأنه بإسلامه متهيِّئٌ للقبول، فإذا قابل ذلك النورَ العظيم، أشرق عليه وظهر أثره في قلبه وعلى جوارحه) اهـ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15673 مشاهدة