أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3124 - وضع على زوجته شروطاً ليضع حداً لتدخلات أهلها

31-07-2010 31147 مشاهدة
 السؤال :
حصلت مشاكل كثيرة بيني وبين زوجتي بسبب تدخلات أهلها الكثيرة، ولوضع حد لهذه المشاكل قمت بوضع شروط على زوجتي وهي: 1ـ عدم الذهاب لزيارة أهلها، والسماح لهم بزيارتها في بيتنا متى شاؤوا. 2ـ عدم الذهاب إلى بلدتها وحضور المناسبات لما يحدث فيها. 3ـ قلت لها ولأهلها: هذه آخر زعلة، وأنا لا أريد أن أخرب بيتي، وإذا أنتم رغبتم بهذا فماذا يقول الشرع والقانون أنا معه، وحقها يصلها إلى آخر ليرة، لكنها بعد مدة إذا حردت في بيت أهلها فأنا بريء من المقدم والمؤجر ولن أدفع لها شيئاً، فهل في هذا إجحاف بحق زوجتي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3124
 2010-07-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول الله تبارك وتعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}. ومن المعاشرة بالمعروف أن يأذن الزوج لزوجته بزيارة أهلها ومحارمها ومشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم إذا كانت تلك الحفلات مضبوطة بالضوابط الشرعية، وإلَّا فلا.

ثانياً: يجب على الرجل معالجة المشاكل الزوجية بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يوجِّه المسيء من زوجته أو من أهلها إلى جادة الصواب، وأن يحتكما إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: إذا ثبتت الإساءة من أهل الزوجة ومن صديقاتها للزوج، وذلك بتوجيه الزوجة توجيهاً غير صحيح، وكانت الزوجة تتجاوب مع التوجيه الخاطئ، وكان الأهل والصديقات في حالة إصرار على التوجيه الخاطئ، فمن حق الزوج أن يمنع زوجته من الذهاب إلى بيت أهلها أو صديقاتها، لأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح.

رابعاً: إذا قال الرجل لزوجته أو أهل زوجته: هذه آخر زعلة أو حردة، وحقها يصلها، وكان الزوج قاصداً بذلك طلاق زوجته، وعادت الزوجة إلى الزعل أو الحرد، وقع الطلاق عليها، وأما إذا لم يقصد بذلك الطلاق فلا شيء عليه.

وبناء على ذلك:

فأنا أنصحك بالصبر والحلم والأناة للحديث الشريف عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي) رواه الترمذي. وأن توجِّه أهلها توجيهاً صحيحاً، وأحسن الصلة معهم، واجعلهم في جانبك، وذلك من خلال حسن أخلاقك معهم، فإن تجاوبوا فبها ونعمت، وإن كانوا جاهلين ولم يردعوا ولم يتجاوبوا، وثبتت إساءتهم لك عن طريق توجيه زوجتك توجيهاً غير صحيح فلا مانع من منعها من زيارة أهلها وكذلك صديقاتها.

وأما قولك هذه آخر حردة أو زعلة فبنيتك، إذا كنت تنوي طلاقاً فالطلاق يقع عليها إذا حردت، وإلا فلا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31147 مشاهدة