أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8203 - الرفيق الأعلى

05-07-2017 2528 مشاهدة
 السؤال :
لقد ورد عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنه قال في مرضه الذي توفاه الله تعالى فيه: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» فما هو المقصود بالرفيق الأعلى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8203
 2017-07-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ».

وَبِنَاءً عَلَى هَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ المَقْصُودَ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» هُوَ الالْتِحَاقُ بِاللهِ تعالى، وَلَا شَكَّ بِأَنَّ اللهَ تعالى رَفِيقٌ بِعِبَادِهِ.

وَيُقَالُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» أَيْ: الجَمَاعَةُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ الذينَ يَسْكُنُونَ أَعْلَى عِلِّيِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقَاً﴾.

وبناء على ذلك:

فَإِنْ قُلْتَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» هُوَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ صَحَّ؛ وَإِنْ قُلْتَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» هُمْ جَمَاعَةُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ المُقَرَّبِينَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ صَحَّ؛ وَعَلَى كِلَا الحَالَيْنِ فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَبِّهِ، وَالأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصًّالِحُونَ في مَعِيَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِمَعِيَّتِهِمْ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2528 مشاهدة