أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6214 - معاشرة الحور العين في الجنة

25-03-2014 35489 مشاهدة
 السؤال :
إذا أكرم الله تعالى عبده بدخول الجنة، وزوجه من الحور العين، فهل يعاشر الرجل الحور العين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6214
 2014-03-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مِمَّا أعَدَّهُ اللهُ تعالى لِعِبادِهِ المُؤمِنينَ من النَّعيمِ الحُورُ العينُ، قال تعالى: ﴿وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِين﴾. وقال تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِين﴾.

ثانياً: روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِن الْحُورِ الْعِينِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ ـ أي: يَرَى النَّاظِرُ وَجهَهُ في كَبِدِ إِحدَاهُنَّ كالمرآةِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ وصَفَاءِ اللُّؤلُؤِ ـ».

وفي روايَةٍ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ الله أَوْ غَدْوَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ ـ القَابُ القَدرُ، وقِيلَ: القَابُ من القَوسِ ما بَينَ المِقبَضِ إلى السيَةِ ـ مِن الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ ـ يَعْنِي سَوْطَهُ ـ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْهُ رِيحاً، وَلَنَصِيفُهَا ـ يعني الخِمار ـ عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».

ثالثاً: روى الترمذي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِن الْجِمَاعِ».

قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ؟

قَالَ: «يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ».

رابعاً: روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَهَى الْمُؤْمِنُ الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَشْتَهِي».

وبناء على ذلك:

فإذا أكرَمَ اللهُ تعالى عَبدَهُ بِدُخولِ الجَنَّةِ، فإنَّهُ يُزَوِّجُهُ من الحُورِ العِينِ، وإذا اشتَهى وَلَداً رَزَقَهُ اللهُ ما اشتَهاهُ خِلالَ سَاعَةٍ.

أسألُ اللهَ تعالى أن يَجعَلَنا مِمَّن قالَ فيهِم: ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
35489 مشاهدة