137- نحو أسرة مسلمة: بيوت المسلمين صارت هدفاً لسهام أعداء الأمة

137- نحو أسرة مسلمة: بيوت المسلمين صارت هدفاً لسهام أعداء الأمة

نحو أسرة مسلمة

137ـ بيوت المسلمين صارت هدفاً لسهام أعداء الأمة

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: إِنَّ الاهْتِمَامَ بِالبَيْتِ الذي نَأْوِي إِلَيْهِ، وَرِعايَةَ الأُسْرَةِ هُوَ مِنْ هَدْيِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللهِ تعالى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، فَهَذَا سَيِّدُنَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ حَرِيصَاً أَشَدَّ الحِرْصِ على رِعَايَةِ وَإِنْقَاذِ وَلَدِهِ مِنَ الضَّلَالِ، قَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْهُ: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْـمَاءِ﴾. وَلَمَّا أَخَذَهُ اللهُ تعالى بِالغَرَقِ، تَحَرَّكَتِ الرَّحْمَةُ في قَلْبِ سَيِّدِنَا نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَانِيَةً نَحْوَ وَلَدِهِ ﴿فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾.

وَهَذَا سَيِّدُنَا إِبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ شَيْخُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِمَامُ الحُنَفَاءِ، كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على هِدَايَةِ أَبِيهِ للإِسْلَامِ، فَخَاطَبَهُ خِطَابَاً نَابِعَاً مِنْ قَلْبٍ رَؤُوفٍ رَحِيمٍ، فَقَالَ لَهُ: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئَاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطَاً سَوِيَّاً * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيَّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيَّاً﴾.

لَقَدْ كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على هِدَايَتِهِ، وِعِنْدَمَا شَعَرَ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على النُّصْحِ لِأَهْلِهِ وَحُسْنِ تَوْجِيهِهِمْ إلى نَجَاتِهِمْ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَجَمَعَ بَنِيهِ في مَرَضِ مَوْتِهِ وَأَوْصَاهُمْ، كَمَا أَخْبَرَنَا المَوْلَى عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ، فَقَالَ: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ البُيُوتِ التي هِيَ اللَّبِنَةُ الأُولَى في المُجْتَمَعِ اهْتَمَّ بِهَا الإِسْلَامُ الاهْتِمَامَ البَلِيغَ، وَتَحَدَّثَ القُرْآنُ العَظِيمُ لَنَا عَمَّنْ كَانَ عِنْدَهُمُ الاهْتِمَامُ بِتَرْبِيَةِ أَهْلِيهِمْ، مِنْ هَؤُلَاءِ المُهْتَمِّينَ بِأَبْنَائِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ سَيِّدُنَا لُقْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، الذي كَانَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على أَهْلِ بَيْتِهِ، فَكَانَ يُقَرِّبُ وَلَدَهُ وَيَنْصَحُهُ وَيُوَجِّهُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنَاً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْـمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْـمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾.

﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ السَّابِقِينَ جَاءَ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيُتَمِّمَ هَذَا الأَمْرَ وَالتَّوْجِيهَ للاهْتِمَامِ بِالبُيُوتِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَوْجِيهِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَهُ في القُرْآنِ العَظِيمِ، فَقَالَ تعالى آمِرَاً لَهُ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على تَبْلِيغِ دَعْوَتِهِ لِأَهْلِ بَيْتِهِ أَوَّلَاً، وَإِنْ كَانَ حِرْصُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على تَبْلِيغِ دَعْوَتِهِ للأُمَّةِ جَمْعَاءَ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إلا جَاحِدٌ.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: تَأَمَّلُوا في سِيرَتِهِ العَطِرَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِتَجِدُوا كَيْفَ اهْتَمَّ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِبَيْتِهِ أَوَّلَاً؛ لَقَدْ كَانَ أَوَّلَ النِّسَاءِ إِيمَانَاً وَإِسْلَامَاً زَوْجَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، وَسَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الذي كَانَ يُرَبِّيهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في بَيْتِهِ، وَمَوْلَاهُ الذي هُوَ في الأَصْلِ رَبِيبُهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُم جَمِيعَاً؛ لَقَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ مِنْ أَوَائِلِ المُسْلِمِينَ، لِأَنَّ الدَّعْوَةَ انْطَلَقَتْ مِنْ بَيْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَلِكَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ مِنْ أَوَّلِ الرِّجَالِ إسْلَامَاً، لِأَنَّهُ كَانَ الصَّاحِبَ وَالصَّدِيقَ وَالخَلِيلَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

بُيُوتُ المُسْلِمِينَ صَارَتْ هَدَفَاً لِسِهَامِ أَعْدَاءِ الأُمَّةِ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: بُيُوتُ المُسْلِمِينَ اليَوْمَ صَارَتْ هَدَفَاً للسِّهَامِ المَسْمُومَةِ مِنْ أَعْدَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، صَارَتْ هَدَفَاً لِرِمَاحِ مَكْرِهِمْ وَكَيْدِهِمُ الذي تَزُولُ مِنْهُ الجِبَالُ لَو تَحَقَّقَ، لَقَدْ أَرَادَ الـشَّرْقُ وَالغَرْبُ أَهْلُ الإِلْحَادِ وَالزَّنْدَقَةِ وَالفُسُوقِ وَالفُجُورِ أَنْ يُقَوِّضُوا بُيُوتَ المُسْلِمِينَ، وَيَهْدِمُوهَا، وَيُضَيِّعُوا إِيمَانَ القَوْمِ، وَيُفْسِدُوا الشَّبَابَ وَالشَّابَّاتِ، عَنْ طَرِيقِ وَسَائِلِ الإِعْلَامِ الحَدِيثَةِ.

وَجَّهُوا سِهَامَهُمُ المَسْمُومَةَ لِبُيُوتِنَا تَحْتَ شِعَارَاتٍ بَرَّاقَةٍ، دَعَوْا إلى الحُرِّيَّاتِ، وَالمُسَاوَاةِ، وَالتَّنَكُّرِ لِكُلِّ مَوْرُوثٍ، وَالتَّقْلِيدِ للأَعْمَى للغَرْبِ، حَيْثُ جَعَلُوهُ إِلَهَاً يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ تعالى ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ.

خُبْثٌ وَمَكْرٌ وَخِدَاعٌ، وَالوَاقِعُ فَضَحَهُمْ، وَلَكِنَّ الكَثِيرَ مِنَ المُسْلِمِينَ في حَالَةِ غَفْلَةٍ عَنْ هَذِهِ الحَقِيقَةِ، رَغْمَ الوَاقِعِ المَرِيرِ الذي تَمُرُّ بِهِ بِلَادُنَا اليَوْمَ مِنْ خِلَالِ مَكْرِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ، تَحْتَ شِعَارِ الرَّبِيعِ العَرَبِيِّ.

لَقَدْ مَزَّقُوا الأُمَّةَ التي كَانَتْ مُعْتَصِمَةً بِكِتَابِ اللهِ تعالى، وَالتي كَانَتْ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، حَتَّى وَصَلَ التَّمْزِيقُ إلى البَيْتِ الوَاحِدِ، فَوَقَعَ العَدَاءُ بَيْنَ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ، وَالأَزْوَاجِ.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ تعالى مِنَ الضَّيَاعِ وَالتَّمَزُّقِ بَعْدَ الهُدَى وَالاعْتِصَامِ بِكِتَابِ اللهِ تعالى، لَقَدْ حَذَّرَنَا مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ، فَقَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْ عَدَاوَةِ هَؤُلَاءِ الذينَ أَبْطَنُوا العَدَاوَةَ وَالحِقْدَ، وَأَظْهَرُوا الحُبَّ وَالإِخَاءَ، وَأَشْهَدُوا اللهَ على مَا في قُلُوبِهِمْ وَهُمْ أَلَدُّ الخِصَامِ، بِإِعْلَانِ أُسْتَاذِهِمْ وَمُرْشِدِهِمْ إِبْلِيسَ؛ قَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَمَّا أَفْصَحَ عَنْهُ: ﴿أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلَاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورَاً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورَاً * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلَاً﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ قَصَدَنَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِتَهْدِيمِ بُيُوتِنَا، لَقَدْ قَصَدَنَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِفَسَادِ دِينِنَا وَدُنْيَانَا، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً﴾.

لَقَدْ قَصَدَنَا الـشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِفَسَادِ عَقِيدَتِنَا وَقِيَمِنَا وَأَخْلَاقِنَا، لَقَدْ قَصَدَنَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ لِنِسْيَانِ آخِرَتِنَا التي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، فَهَلْ مِنْ تَوْبَةٍ للهِ تعالى؟ وَهَلْ مِنِ اهْتِمَامٍ لِبُيُوتِنَا؟ وَهَلْ مِنْ تَذَكُّرٍ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

إِذَا لَمْ نَتَرَبَّ على التَّقْوَى، وَنُرَبِّ أَبْنَاءَنَا على ذَلِكَ، فَسَوْفَ تَتَحَقَّقُ خَسَارَةُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، بَعْدَ خَسَارَةِ الدِّينِ وَالقِيَمِ وَالأَخْلَاقِ.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 4/ ذو القعدة /1437هـ، الموافق: 7/ آب / 2016م

 2016-08-07
 1037
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4087 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4087
21-01-2018 4924 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 4924
14-01-2018 3528 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3528
08-01-2018 4124 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4124
31-12-2017 4155 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4155
24-12-2017 3925 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 3925

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412420725
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :