322ـ خطبة الجمعة: سألت ربي ثلاثاً

322ـ خطبة الجمعة: سألت ربي ثلاثاً

 

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أمَّةَ سَيِّدِنَا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إنَّ الأزمَةَ التي نَعِيشُهَا في بَلَدِنَا الحَبيبِ هذا، واللهِ الذي لا إلهَ غَيرُهُ ما تَزيدُنا إلا إيماناً باللهِ تعالى، وإيماناً بسيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ما تَزيدُنا إلا إيماناً بِصِدقِ كلامِ ربِّنَا عزَّ وجلَّ، وبكَلامِ سيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ما تَزِيدُنَا إلا اطمِئنَاناً بكلامِ الصَّادِقِ المَصدُوقِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي ما جرَّبَت عليهِ البَشَرِيَّةُ إلا صِدقاً.

يا عِبادَ الله، كلَّما اشتَدَّ الأمرُ فِي هَذا الواقِعِ المَرِيرِ الذِي تَعيشُهُ أمَّتُنا، نقولُ:

يا ربَّنا لكَ الحمدُ على كُلِّ حالٍ، لكَ الحمدُ أن أكرَمتَنا بِنِعمةِ الإيمانِ بسيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي تَرَكَنا على المَحَجَّةِ البيضاءِ، الذي ما تَرَكَ أمراً مُهِمَّاً يَحدُثُ بالأمَّةِ إلا حَدَّثَ عنهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

سألتُ ربِّي ثلاثاً:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لقد بَلَغَنا عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قال: «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثاً، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا» رواه الإمام مسلم عن عَامِر بْن سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

نعم، لقد سَألَ نبيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ربَّنا أن لا يجعَلَ بَأسَنا بَينَنا فَلَم يُعطِهِ إيَّاهَا، وذلكَ لحِكمةٍ يُريدُها اللهُ تعالى.

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لقد وَقَعَ البأسُ بينَ النَّاسِ، وَوَقَعَتِ الشِّدَّةُ والغِلظَةُ والقَسوَةُ بينَهُم، لقد وَقَعَتِ البَغضاءُ التي مَزَّقَتهُم، بعدَ أن كانوا كما قالَ اللهُ تعالى في حقِّ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وفي حقِّ أصحابِهِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ الله وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.

لَقَد كَانُوا كالجَسَدِ الوَاحِدِ مُتَراحِمينَ، مُتَكاتِفِينَ، كَانُوا أشِدَّاءَ على الكُفَّارِ، رُحَماءَ بَينَهُم، أمَّا اليَومَ فَقَد انقَلَبَتِ الصُّورةُ، فَصَارَ المُسلِمُونَ أشِدَّاءَ على بعضِهِمُ البعضِ، رُحَماءَ أُدَباءَ مُخلِصينَ لِغَيرِ المسلمينَ ـ إلا مَن رَحِمَ اللهُ تعالى ـ.

لقد تَمَزَّقَتِ الأمَّةُ المَمَزَّقَةُ، وزادَ البأسُ بينَها، حتَّى صَارَ البعضُ يَتَمَنَّى أَن يُعامِلَهُ المُسلمونَ مُعامَلَةَ الرَّجُلِ الذِّمِّيِّ المُعَاهَدِ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ.

البأسُ بينَ النَّاسِ ما جاءَ من فَراغٍ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: البأسُ إذا وَقَعَ على الأمَّةِ كَانَ مُصيبةً وأيَّ مُصِيبَةٍ، ومَا مِن مُصيبَةٍ بِشَكلٍ عَامٍّ تَقَعُ إلا بِسَبَبٍ، قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾. وقال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير﴾.

وإنَّ البأسَ قَد وَقَعَ على الأمَّةِ، وهذا البَأسُ مَا جاءَ من فَراغٍ، بل بما كَسَبَت أَيدِي النَّاسِ، قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون﴾.

ولعلَّ سائلاً يَسألُ: ما هوَ سَبَبُ هذا البأسِ الذي نَزَلَ بالأمَّةِ؟

ولعلَّ أفضَلَ جَوابٍ على هذا السُّؤالِ يُؤخَذُ من حَدِيثٍ لسيِّدِنا رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي رواه ابن ماجه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بالله أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ـ وعدَّ منها ـ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».

نَعَم، ما حُكِمنَا بكتابِ اللهِ تعالى، ومَا احتَكَمَ الكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ لِكِتابِ الله تعالى، والعَجِيبُ مِنَ النَّاسِ في هذهِ الشِّدَّةِ والأزمَةِ التي تَمُرُّ عليهِم، أن تَرَى بعضَهُم إذا دُعِيَ للاحتِكامِ لِشَرعِ الله تعالى رَفَضَ وأَبَى إلَّا الاحتِكامِ للتَّشريعاتِ الوَضعِيَّةِ.

واللهِ إنَّ أمرَنا لَعَجيبٌ، لقد آمَنَّا بالله تعالى الذي هوَ نورُ السَّماواتِ والأرضِ، وآمَنَّا بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي هوَ نُورٌ، وآمَنَّا بالقُرآنِ العظيمِ الذي هوَ نُورٌ، ثمَّ بعدَ ذلكَ يَتَطَلَّعُ البَعضُ إلى الظُّلُماتِ، وكأنَّهُ يُرِيدُ أن يَخرُجَ من النُّورِ إلى الظُّلُماتِ.

عَجيبٌ أمرُ هذهِ الأمَّةِ اليومَ، ربُّها نورٌ، ونبِيُّها نورٌ، وكِتابُها نورٌ، وهيِ تَعيشُ في دَياجيرِ الظَّلامِ، وتُرَجِّحُ الظَّلامَ على النُّورِ، وما ذاكَ إلا لِتَحَكُّمِ الشَّيطانِ ببَعضِ أفرادِها، قال تعالى: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾.

اِطمَئِنَّ أيُّها المستَقيمُ المُلتَزِمُ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكِرام: عارٌ على الأمَّةِ التي ربُّها واحِدٌ، ونبِيُّها واحِدٌ، وكِتابُها واحِدٌ، وتُصلِّي لِقِبلةٍ واحِدَةٍ، أن يكونَ بأسُها شديداً بينَها، ولكن الحمدُ لله أنَّهُ لا تَزالُ طائِفَةٌ من هذهِ الأمَّةِ ظاهِرَةً على الحقِّ لا تُغَيِّرُ ولا تُبَدِّلُ، وتَصبِرُ وتُصابِرُ حتَّى تَلقَى نبِيَّها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على الحَوضِ إِن شَاءَ اللهُ تَعالى.

وإنِّي أقولُ للمُستَقيمِ المُلتَزِمِ في هذهِ الأزمَةِ التي ما أخرَجَتْهُ عن دائِرَةِ الشَّرعِ، وما تلَطَّخَت يَدُهُ ولا لِسانُهُ في دِماءِ المسلمينَ: اِطمَئِنَّ، فإنَّ النَّاقِدَ بصيرٌ، وإنَّ عينَ الله لا تنامُ، وإنَّ الظَّالِمَ مهما طَغَى فَلَن يَفلِتَ من قَبضَةِ اللهِ تعالى، وإنَّ اللهَ تعالى يَعلَمُ السِّرَّ وأَخفى، ويَعلَمُ خائِنَةَ الأعيُنِ وما تُخفي الصُّدورُ، ويَعلَمُ المُفسِدَ من المُصلِحِ، اِطمَئِنَّ بأنَّ دَعَواتِكَ مُستَجابَةٌ، وأنَّ اللهَ تعالى ناصِرُكَ ولو  بعدَ حينٍ.

سوفَ تَعلَمُ يا غُدَرُ:

أمَّا أنتَ أيُّها الظَّالِمُ الغادِرُ، من أيِّ جِهَةٍ كُنتَ، وبأيِّ صُورةٍ من صُوَرِ الظُّلمِ التي أوقَعتَ، اِسمع إلى حديثٍ من أحاديثِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

روى ابن ماجه عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ قَالَ: «أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟»

قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتىً مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا، فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَداً.

قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ».

أيُّها الظَّالِمُ الغادِرُ، سوفَ تَعلَمُ إذا وَضَعَ اللهُ الكُرسِيَّ، وجَمَعَ الأوَّلين والآخِرينَ، وتَكَلَّمَتِ الأيدي ونَطَقَتِ الأرجُلُ بما كانوا يكسِبونَ، ما حالُكَ وحالُ المقتولينَ الأبرِياءِ، سوفَ تَعلَمُ كَيفَ حَالُكَ وحالُ من هَدَّمتَ بُيوتَهُم، سوفَ تَعلَمُ كَيفَ حَالُكَ وحالُ الأطفالِ اليتامى، وحالُ الأرامِلِ من النِّساءِ، سوفَ تَعلَمُ كَيفَ حَالُكَ وحالُ الذينَ رُوِّعوا، سوفَ تَعلَمُ كَيفَ حَالُكَ وحالُ الذينَ خُطِفوا وسُلِبَت أموالُهُم، سوفَ تَعلَمُ كَيفَ حَالُكَ وحالُ هذهِ الأمَّةِ التي أوقَعتَ عليها الظُّلمَ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: البأسُ صارَ شديداً بينَنا، والكُلُّ يَتَطَلَّعُ إلى الخَلاصِ من هذا البأسِ، فإن كُنَّا صادِقينَ في هذا التَّطَلُّعِ فَعَلينا أن نَعلَمَ بأنَّهُ ما من بلاءٍ وَقَعَ ـ والبأسُ من أشَدِّ أنواعِ البلاءِ ـ إلا بِذَنبٍ، ولا يُرفَعُ إلا بِتَوبةٍ، والبأسُ وَقَعَ لأنَّنا ما حُكِمنا بِكِتابِ الله تعالى، ولا احتَكَمنا إليه، فهل من تَوبةٍ من هذا الذَّنبِ؟ وهل نُحكَمُ بِكِتابِ الله تعالى، ونَحتَكِمُ إليه؟

فإن أبَتِ الأمَّةُ إلا الحُكمَ بالتَّشرِيعَاتِ الوَضعِيَّةِ، والاحتِكَامَ إِلَيهَا، إلا الإِعرَاضَ عَن قولِ الله تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾. فَلَا تَلومَنَّ إلا نفسَها.

اللَّهُمَّ إنَّا نَبرَأُ إليكَ من سَفكِ الدِّماءِ البَريئةِ، ومن تَهديمِ البُيوتِ، ومن تَيتيمِ الأطفالِ، وتَرميلِ النِّساءِ، وسَلبِ الأموالِ، ومن الحُكمِ والاحتِكامِ لِغَيرِ كِتابِكَ، اللَّهُمَّ إنَّا لا نَرضى بهذهِ المنكَراتِ، ولا نَقدِرُ على رَدِّها، اللَّهُمَّ رُدَّنا إليكَ ردَّاً جميلاً يا أرحمَ الرَّاحمينَ. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 25/جمادى الأولى /1434هـ، الموافق:5/نيسان / 2013م

 2013-04-05
 6879
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 189 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 189
12-04-2024 869 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 869
09-04-2024 602 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 602
04-04-2024 708 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 708
28-03-2024 621 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 621
21-03-2024 1112 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1112

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413596341
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :