أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2597 - موقفنا من الخلافات حول مقتل الحسين رضي الله عنه

07-01-2010 15483 مشاهدة
 السؤال :
أريد الاستفسار عن موقفنا من يزيد ومقتل الحسين رضي الله عنه، وموقف يزيد من مقتل الحسين رضي الله عنه.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2597
 2010-01-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أخي الكريم: أذكِّر نفسي وأذكِّرك بقول الله عز وجل في سورة الحشر: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون * وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.

فقد ذكر الله تعالى المهاجرين ووصفهم بالصدق، وذكر الأنصار وذكرهم بالفلاح، ثم ذكر الذين هم من بعد الأنصار والمهاجرين بأن من دعائهم يقولون: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.

فهل نحن ممن جاء من بعد الأنصار والمهاجرين؟ إن كان الجواب: نعم، فلا يسعنا إلا أن ندعو الله لمن سبقنا بالإيمان، وأن لا نجعل في قلوبنا غلاً على أحد ممن سبقنا أو عاصرنا.

وإنَّ ذِكْرَ مساوئ مَنْ مات ليس مِنْ صفة المؤمن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ) رواه أبو داود عن عبد الله بن عمر. لأنَّ ذكر المساوئ تجعل في القلب غلاً، وهذا لا يجوز شرعاً، والنبي صلى الله عليه وسلم: (لا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ) رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

هل تريد أن تحاكم يزيداً وتعرف ما هو موقفه من مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه؟ هل أنت مكلَّف بذلك شرعاً؟ وما الفائدة من ذلك؟ أنسيت قول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون}.

والذين يروِّجون ويتكلَّمون عن مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه والله ما أرادوا خيراً لهذه الأمة، بل أرادوا الشِّقاق والخلاف، وأن يلعن آخرُ هذه الأمة أوَّلَها، ومتى يصحو الجميع من غفلتهم لا أدري. حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15483 مشاهدة