أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5974 - حديث: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ»

02-11-2013 40395 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ»، وما مَعناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5974
 2013-11-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِم الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً».

وفي رواية ثانيةٍ عندَهُ كذلك عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلاً، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ لِلْمُؤْمِنِ، لَا يَرَاهُم الْآخَرُونَ».

النَّعيمُ في الجَنَّةِ هوَ من إعدادِ الله تعالى، حيثُ لا عَينٌ رَأت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ، وقد تَتَشابَهُ الأسماءُ، ولكن حَقائِقُها في الآخِرَةِ مُختَلِفَةٌ عمَّا هيَ عَلَيهِ في الدُّنيا.

فالخيمَةُ في الجَنَّةِ غَيرُ التي يَتَصَوَّرُها الإنسانُ في الدُّنيا، واللُّؤلُؤَةُ في الجَنَّةِ غَيرُ اللُّؤلُؤَةِ في الدُّنيا، والأهلُ في الجَنَّةِ في صِفاتِهِم غَيرُ الأهلِ في الدُّنيا في صِفاتِهِم.

والمؤمِنُ الحَقُّ هوَ الذي يُفَكِّرُ بالطَّريقِ المُوصِلَةِ إلى هذهِ الجَنَّةِ، ولا يُفَكِّرُ في الوَعدِ الذي وَعَدَ اللهُ تعالى به عِبادَهُ المؤمِنينَ، لأنَّ وَعدَ الله تعالى لا يُخلَفُ، والسَّعيدُ من وَفَّقَهُ اللهُ تعالى للقِيامِ بما كَلَّفَهُ اللهُ تعالى به من الإيمانِ والعَمَلِ الصَّالِحِ، وليسَ السَّعيدُ من عاشَ بالأماني.

وبناء على ذلك:

فالحديثُ صَحيحٌ، وله رِواياتٌ مُتَعَدِّدَةٌ، وكُلُّها تُفيدُ سَعَةَ الخَيمَةِ التي أعَدَّها اللهُ تعالى لِعِبادِهِ المؤمِنينَ، ومن سَعَتِها أنَّ أهلَ المؤمِنِ فيها لا يَرى بَعضُهُم بَعضاً فَتَأخذُهُمُ الغَيرَةُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
40395 مشاهدة