أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7161 - الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ

25-01-2016 7234 مشاهدة
 السؤال :
من كلام السيدة عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: (الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ) وذلك عندما سئلت عن عيشها مع سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فلماذا قالت: (الْأَسْوَدَانِ). والماء ليس أسوداً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7161
 2016-01-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: واللهِ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَارٌ.

قَالَ: يَا خَالَةُ، فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟

قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِن الْأَنْصَارِ، وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهَا، فَيَسْقِينَاهُ.

قَوْلُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها: الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، نَعَتَتْهُمَا بِنَعْتِ أَحَدِهِمَا، وهذا من شَأْنِ العَرَبِ، حَيْثُ كَانُوا يَنْعَتُونَ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ مَعَهُ غيْرُهُ، كَقَوْلِهِم: القَمَرَيْنِ للشَّمْسِ والقَمَرَ؛ والعُمَرَيْنِ لِسَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

وَلَمَّا كَانَ تَمْرُ المَدِينَةِ أَسْوَدَاً في الغَالِبِ أُضِيفَ المَاءُ إِلَيْهِ وَنُعِتَ بِنَعْتِهِ إِتْبَاعَاً.

وبناء على ذلك:

فَالْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ، وَإِنَّمَا كَانَ الأَسْوَدَ هُوَ التَّمْرُ دُونَ المَاءِ، لِأَنَّهُ الغَالِبُ على تَمْرِ المَدِينَةِ، أُضِيفَ إِلَيْهِ المَاءُ، وَنُعِتَا جَمِيعَاً بِنَعْتٍ وَاحِدٍ إِتْبَاعَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7234 مشاهدة