أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

554 - حكم الاستمناء باليد ودخول المنتديات الجنسية

08-10-2007 143508 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز الاستمناء باليد، والدخول إلى المنتديات الجنسية، لدرء خطر الوقوع في الفواحش، علماً أنني أعلم بأن ذلك حرام وأندم على فعله، ولكني أجده أفضل من ارتكاب الكبائر والخوض في أعراض الناس؟ أفيدونا أفادكم الله
 الاجابة :
رقم الفتوى : 554
 2007-10-08

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

أولاً: فلله الحمد والمنة على توفيق الله تعالى لعبده، ومن جملة التوفيق أن يعرف العبد المعصية معصية، ولا يبرر لنفسه وقوعه فيها، ومن جملة التوفيق شرح الله تعالى صدر العبد للتوبة من الذنب بعد الوقوع فيه. وأذكر الأخ الكريم التائب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: (أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك) رواه مسلم. وعلينا أن نقبل على الله تعالى تائبين محققين شروط التوبة التي ذكرها العلماء،

وأولها: الإقلاع عن المعصية، وثانيها: الندم على ما فعل، وثالثها: الجزم على ألا يعود، ورابعها: ترك قرناء السوء. ثانياً: الاستمناء باليد حرام في الجملة عند عامة الفقهاء، وذلك لقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}. والعادون هم الظالمون المتجاوزون، فلم يبح الله تعالى الاستمتاع إلا بالزوجة والأمة. فيحرم الاستمناء باليد إذا كان لمجرد استدعاء الشهوة، أما إذا كان لتسكين الشهوة المفرطة الغالبة، التي يخشى معها الزنى، وكان غير قادر على الزواج، وعلى الصوم، فهو جائز، لأن فعله يكون حينئذ من قبيل ارتكاب أخف الضررين. وبناء على ذلك:

1ـ يحرم الاستمناء باليد إذا كان استدعاء للشهوة.

2ـ يجوز الاستمناء باليد لتسكين الشهوة المفرطة، لعاجز عن الزواج والصيام، ويخشى على نفسه من الوقوع في الزنى.

3ـ يحرم الدخول إلى المنتديات الجنسية، لأن الدخول إليها مما يثير الشهوة، وربما أن يجره ذلك إلى ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله تعالى. وأخيراً: أنصح هؤلاء الإخوة الكرام بالزواج أولاً، فإن عجزوا فعليهم بالصوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري. وأن يبحثوا عن الصحبة الصالحة فهي السياج الواقي بإذن الله تعالى، وليتذكروا قول الله تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله}. وليجعلوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب أعينهم، الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) رواه البخاري ومسلم. وليجعلوا قدوتهم سيدنا يوسف عليه السلام، وإذا وقع أحد بالذنب فعليه أن يسارع إلى التوبة. نسأل الله تعالى الحفظ لنا جميعاً.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
143508 مشاهدة