أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2684 - حقيقة مسخ الله تعالى لليهود

18-02-2010 19351 مشاهدة
 السؤال :
القوم الذين مُسِخوا قردة وخنازير هل مسخوا ثم ماتوا جميعا فوراً، أم عاشوا لفترة معينة ثم ماتوا جميعاً، أم مُسِخوا وعاشوا وتكاثروا؟ وهل الخنازير والقردة الموجودة حالياً هي من نسلهم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2684
 2010-02-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِين}. وقال: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيل}.

عندما تجاوز اليهود الحد بصيد السمك يوم السبت وكان محرَّماً عليهم ذلك، كان جزاؤهم أنهم أصبحوا في مرتبة الحيوان يعيشون من دون عقل ووعي وتفكير، ويتخبَّطون في أهوائهم كالقردة في نزواتها والخنازير في شهواتها، يأتون المنكرات علانية، بعيدين من الفضائل الإنسانية.

فالقرد هو الحيوان المفضوح العورة دائماً، وعورته لها لون مميز عن جسده، ولا يتأدب إلا بالعصا، واليهود كذلك لم يقبلوا منهج الله إلا عندما رفع فوقهم الطور، وما هم فيه الآن ليس مسخ خِلقة ولكن مسخ خُلُق.

والخنازير لا يغارون على أنثاهم، وهذا الملاحظ في اليهود حيث لا يغارون على أنثاهم، بل يبذلونهن في تحقيق مصالحهم ورغباتهم وأهوائهم.

وقد اختلف العلماء في حقيقة هذا المسخ:

فذهب جمهور المفسرين إلى أن صورهم مُسخت بمعصيتهم فصارت صورهم صورة القردة والخنازير، والذي يمسخ لا يَنْسُل ولا يأكل ولا يشرب ولا يعيش أكثر من ثلاثة أيام، وكذلك يفعل الله بمن شاء كما يشاء، ويحوِّله كما يشاء.

ومن الطبيعي أن لا يتناسلوا، لأنهم لو تناسلوا لتحمَّل الأبناء وزر الآباء، والله تعالى يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

وإذا قال البعض: لو مسخوا حقيقة إلى قردة وخنازير فمن أين جاء اليهود الموجودون اليوم؟ نقول لهم: أنه لم يكن كلُّ اليهود حينها عصاة، ولكن كان منهم عصاة وهم الذين مُسِخوا بسبب العصيان، وهذا ما يؤكِّده قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِير}. فربنا عز وجل قال: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ}. أي مَسَخَ العصاة فقط.

وذهب بعض العلماء إلى أن المسخ هو مسخ معنوي، فجعل الله تعالى أخلاقهم أخلاق القردة والخنازير، وعرفنا أخلاق القردة والخنازير.

وبناء على ذلك:

فالله تعالى مسخ بني إسرائيل عقوبة لهم، ومهما كان المسخ ـ إن كان حسياً أو معنوياً ـ فهو إنذارٌ لكل فاسق خارج عن طاعة الله عز وجل، وعبرةٌ لمن أراد أن يعتبر، وموعظةٌ للمتقين، لأن المتقي الحقيقي يتعظ ويبتعد عن حدود الله فلا يقربها {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا}. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
19351 مشاهدة