أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6417 - إقامة المسلم في دولة كافرة

23-06-2014 42489 مشاهدة
 السؤال :
أنا أعيش في دولة كافرة، وأؤدي شعائري الدينية بدون أي مضايقة، فهل يجب عليَّ أن أرجع إلى بلدي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6417
 2014-06-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالأصلُ في ذلكَ أنَّهُ لا يَجُوزُ للمُسلِمِ أن يُقِيمَ في دَولَةٍ كَافِرَةٍ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾.

ولما رواه أبو داود والترمذي عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ».

وذَكَرَ الفُقَهاءُ أنَّهُ تَجِبُ الهِجرَةُ من دَارِ الحَربِ على من كَانَ قَادِراً عَلَيها، ولا يُمكِنُهُ إظهَارُ دِينِهِ إذا بَقِيَ فِيها، وذلكَ للآيَةِ الكَرِيمَةِ التي فِيها الوَعِيدُ الشَّدِيدُ، وللحَدِيثِ الشَّرِيفِ كذلكَ.

وبناء على ذلك:

فالأصلُ أنَّهُ لا يَجُوزُ للإنسانِ أن يُقِيمَ في بَلَدِ الكُفرِ، لأنَّهُ في الحَقِيقَةِ لا يَستَطِيعُ أن يُقِيمَ أكثَرَ شَعَائِرِ الإسلامِ، وعِبَادَاتِهِ الظَّاهِرَةَ هُنَاكَ، مَعَ تَعرِيضِ نَفسِهِ للفِتَنِ في تِلكَ البِلادِ الإبَاحِيَّةِ، والتي تَحمِيها قَوانِينُها الوَضْعِيَّةُ.

فإذا لم تَكُنْ لَكَ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ في الإقَامَةِ في تِلكَ الدَّولَةِ، وبإمكَانِكَ أن تَرجِعَ إلى بَلَدِكَ، أو إلى أيِّ بَلَدٍ إسلامِيٍّ، فأنصَحُكَ بالعَودَةِ إلى بَلَدِكَ، أو بالتَّحَوُّلِ إلى بَلَدٍ إسلامِيٍّ آخرَ.

وأمَّا إن كَانَت لَكَ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ هُناكَ، فلا حَرَجَ من بَقَائِكَ هُناكَ، إذا ضَمِنتَ سَلامَةَ دِينِكَ ودِينِ زَوجَتِكَ وأولادِكَ، وإلا فالعَودَةُ صَارَت فَرضاً عَلَيكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
42489 مشاهدة