أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

223 - فكر بقتل نفسه للتخلص من عذاب الله

02-05-2007 34781 مشاهدة
 السؤال :
شاب مسلم فاشل في دراسته، فأخذت الأفكار الأثيمة تراوده، ووقع في المعاصي بعد الطاعة، فحاسب نفسه يوماً وأخذ يفكر بالذي ينتظره من العذاب على معاصيه، فقرر أن يقتل نفسه عقوبة له عسى أن يغفر الله عز وجل له، فما رأيكم وبماذا تنصحونه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 223
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَتْلُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ لَيْسَ سَبِيلَاً إلى نَجَاتِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ تعالى، بَلْ هُوَ مِمَّا يَزِيدُ في الآثَامِ وَالذُّنُوبِ، فَهُوَ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَإِنَّمَا السَّبِيلُ مِنَ النَّجَاةِ مِنَ العَذَابِ هُوَ التَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ بِالنَّدَمِ وَالعَزْمِ الصَّادِقَيْنِ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ، وَرَدِّ الحُقُوقِ إلى أَصْحَابِهَا إِنْ كَانَ هُنَالِكَ حَقٌّ لِآدَمِيٍّ، فَإِذَا وُجِدَ النَّدَمُ وَالعَزْمُ الصَّادِقُ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ إلى الذَّنْبِ، وَانْكَسَرَ القَلْبُ ذُلَّاً للهِ وَخَوْفَاً مِنْ عِقَابِهِ، كَانَتْ تِلْكَ التَّوْبَةُ صَادِقَةً، وَيُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾. وَاللهُ يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إِذَا تَابَ، وَلَكِنَّهُ يَغْضَبُ وَيَشْتَدُّ غَضَبُهُ عَلَى مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ، لِأَنَّهُ زَادَ آثَامَهُ إِثْمَاً عَظِيمَاً، وَكَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ، وَهِيَ جَرِيمَةُ الانْتِحَارِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
34781 مشاهدة