أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5281 - الاجتماع على تلاوة القرآن وإهداء ثوابها لميت

17-06-2012 39768 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم الشرع في اجتماع أشخاص في بيت من البيوت، وتلاوة ختمة من القرآن الكريم توزَّع عليهم، ثم يتمُّ إهداء ثوابها للمتوفى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5281
 2012-06-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الاجتماعُ على تلاوةِ القرآنِ العظيمِ في بيتٍ من البيوتِ جائزٌ شرعاً، لقولِهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلم.

ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى عند هذا الحديث الشريف: (وَفِي هَذَا دَلِيل لِفَضْلِ الاجْتِمَاع عَلَى تِلاوَة القُرْآن فِي المَسْجِد، وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الجُمْهُور).

ثانياً: لا حرجَ من توزيعِ أجزاءِ القرآنِ على مجموعةٍ منَ الناسِ لتلاوةِ كلِّ واحدٍ منهم ما خُصِّصَ له، ويقولُ العلامةُ الصاوي رحمه اللهُ تعالى في حاشيتهِ على الشرحِ الصغير: (وأما اجتماعُ جماعةٍ يقرأُ واحدٌ ربعَ حِزبٍ، وآخرُ ما يليه، وهكذا، فنُقلَ عن مالكٍ جوازُها).

ويقولُ الإمامُ النوويُّ رحمه الله تعالى في المجموعِ: (لا كراهةَ في قراءةِ الجماعةِ مُجتمعينَ، بل هيَ مُستحبَّةٌ، وكذا الإدارةُ، وهيَ أنْ يقرأَ بعضُهمْ جُزءاً أو سورةً مثلاً، ويسكتَ بعضُهمْ، ثمَّ يقرأَ الساكتونَ ويسكتَ القارئونَ).

ثالثاً: إنَّ ثوابَ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ واصلٌ للميتِ بإذنِ اللهِ تعالى، سواءٌ كانت القراءةُ من فردٍ أو جَماعةٍ، لأنَّها منَ الدُّعاءِ للميتِ، ويقول العلامةُ الدسوقيُّ رحمه الله تعالى: (لا بأسَ بقراءةِ القرآنِ والذِّكرِ، وجَعلِ ثوابِهِ للميتِ، ويحصُلُ لهُ الأجرُ إن شاءَ اللهُ تعالى).

وبناء على ذلك:

فلا حرجَ من الاجتماعِ في بيتٍ من البيوتِ، وتلاوةِ خَتمةٍ من القرآنِ الكريمِ تُوزَّعُ على الحاضرينَ، ثمَّ يُهدي الجميعُ ثوابَ ما قرأَ للمتوفى، وبذلكَ يَصلُ ثوابُ خَتمةٍ منَ القرآنِ الكريمِ للمتوفَّى.

ويقول أستاذنا الشيخ الفاضل الدكتور أحمد الحجي الكردي:

[وَأُفَضِّلُ هنا أن يهدَى ثواب القراءة لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أولاً، ثم لمن يراه القارئ من الأقارب والموتى]. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
39768 مشاهدة