أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

508 - معنى قول السيدة رابعة: أعبدك ليس خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك.....

22-09-2007 73111 مشاهدة
 السؤال :
سيدي فضيلة الشيخ: تقول السيدة رابعة العدوية في دعائها: اللهم إني أعبدك ليس خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك، ولكنك إله تستحق العبادة. أرجو شرح ذلك. حيث إني أعبد ربي خوفاً من ناره وطمعاً في جنته. أرجو تبيان ذلك
 الاجابة :
رقم الفتوى : 508
 2007-09-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فهذه الجملة التي تقولها السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها هي الحقيقة التي يجب أن يعتقدها كل مسلم ومسلمة، لأن ربنا جل جلاله إله يستحق العبادة، وأن تكون العبادة خالصة لوجهه الكريم، وذلك لقول الله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}. ولقوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}. وقد يتوهم إنسان من عبارة السيدة رابعة، ويقول: كيف لا يُعبدُ الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته؟ نقول لهذا المتوهم: هب أنه لا توجد جنة ولا نار، أيُعبد الله أم لا؟ أيستحق العبادة أم لا؟ طبعاً الجواب: نعم يستحق العبادة ولو لم توجد جنة ولا نار، وهذا هو قصد السيدة رابعة رضي الله عنها، وهذا ما يجب على كل مسلم أن يعتقده. ونقول كذلك لهذا المتوهم: هب بأن بغيتك قد تحققت وجاءتك البشارة بأنك لست من أهل النار وإنما أنت من أهل الجنة، فهل تترك العبادة مع تحقق المقصود؟ الجواب: قطعاً لا يتركها، لقوله تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} فلو جاءت البشارة، فالعبادة لا تُترك لأنه إله يستحق العبادة. ونقول لهذا المتوهم: هب ـ لا قدر الله ـ بأن العبد من أهل النار حتماً، هل يترك عبادة ربه؟ الجواب: قطعاً لا، لأنه عبد ووظيفة العبد أن يقوم بوظيفة العبودية إن أعطاه سيده أو منعه. لذلك فالعبد المؤمن يعبد الله لله، لا لجنة طمعاً فيها، ولا لنار خوفاً منها، وإنما يسأل الله الجنة عبودية، ويتعوذ بالله من النار عبودية، لأن من جملة وظائف العبد الدعاء، وذلك لقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}. ومن جملة الدعاء نسأله الجنة، ونعوذ به من النار، فالدعاء مطلوب من العبد ولو كان مبشراً بالجنة. وبناء عليه: فقول السيدة رابعة رضي الله عنها هو حق، وهو واجب على كل مؤمن أن يعتقده، بل أقول: هو اعتقاد كل مؤمن، حيث يعبد العبد ربه لأنه إله يستحق العبادة، ومن العبادة الدعاء. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
73111 مشاهدة