أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

77 - هل تبلى الروح مع الجسد

17-05-2007 41104 مشاهدة
 السؤال :
إذا مات ابن آدم وبلي جسده، هل تبلى الروح مع بلى الجسد، أم أن الروح باقية لا تبلى ولا تفنى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 77
 2007-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالذي عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ أَنَّ الأَرْوَاحَ بَعْدَ المَوْتِ بَاقِيَةٌ غَيْرُ فَانِيَةٍ، إِمَّا في نَعِيمٍ مُقِيمٍ، وَإِمَّا في عَذَابٍ أَلِيمٍ، لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتَاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ». أخرجه أحمد.

وَأَخْرَجَ الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ». فَدَلَّ الحَدِيثُ عَلَى أَنَّ الأَرْوَاحَ بَاقِيَةٌ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، إِمَّا مُنَعَّمَةً وَإِمَّا مُعَذَّبَةً حَتَّى يُرْجِعَهَا اللهُ في أَجْسَادِهَا.

وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ في حَقِّ آلِ فِرْعَوْنَ: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوَّاً وَعَشِيَّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾.

لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا العَرْضَ لَيْسَ في الدُّنْيَا، وَكَذَلِكَ لَيْسَ في الآخِرَةِ، بَلْ هُوَ في عَالَمِ البَرْزَخِ، وَمِنْ خِلَالِ مَا ذُكِرَ نَعْلَمُ أَنَّ الأَرْوَاحَ بَاقِيَةٌ، إِمَّا في نَعِيمٍ وَإِمَّا في جَحِيمٍ.

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ قُبُورَنَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
41104 مشاهدة