أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8461 - ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾

08-11-2017 1563 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام: ﴿قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8461
 2017-11-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَاطْمَئِنَّ أَيُّهَا السَّائِلُ بِأَنَّ سَيِّدَنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا شَكَّ بِأَنَّ اللهَ تعالى يُحْيِي المَوْتَى، وَحَاشَاهُ مِنْ ذَلِكَ، فَهَذَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ يَنْفِي عَن سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الشَّكَّ بِقَوْلِهِ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ: ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾. وَيَرْحَمُ اللهُ لُوطَاً، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ»: أَنَّ الشَّكَّ يَسْتَحِيلُ في حَقِّ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِنَّ الشَّكَّ في إِحْيَاءِ المَوْتَى لَو كَانَ مُتَطَرِّقَاً إلى الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَكُنْتُ أَنَا أَحَقُّ بِهِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَمْ أَشُكَّ، فَاعْلَمُوا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَشُكَّ.

وبناء على ذلك:

فَسَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرَادَ أَنْ يَنتَقِلَ وَيَتَرَقَّى مِنْ عِلْمِ اليَقِينِ بِأَنَّ اللهَ تعالى هُوَ الذي يُحْيِي المَوْتَى إلى عَيْنِ اليَقِينِ، فَكَانَ يُؤْمِنُ إِيمَانَاً مُطْلَقَاً بِأَنَّ اللهَ تعالى يُحْيِي المَوْتَى، وَلَكِنْ أَرَادَ مَعَ الإِيمَانِ القَلْبِيِّ رُؤْيَةَ العَيْنِ، لِيَزْدَادَ يَقِينُهُ يَقِينَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1563 مشاهدة