أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

126 - التوفيق بين آيتين في حق المنافقين

24-04-2007 327 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً} [النساء: 145]. ويقول: {ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم} [الأحزاب: 14] كيف نفهم الآيتين الكريمتين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 126
 2007-04-24

 

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالنِّفَاقُ عَلَى قِسْمَيْنِ: نِفَاقٌ اعْتِقَادِيٌّ، وَهُوَ إِبْطَانُ الكُفْرِ وَإِظْهَارُ الإِسْلَامِ.

وَنِفَاقٌ سُلُوكِيٌّ: وَهُوَ اتِّصَافُ المُؤْمِنِ بِبَعْضِ صِفَاتِ المُنَافِقِينَ التي أُشِيرَ إِلَيْهَا في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».

فَمَنْ كَانَ نِفَاقُهُ اعْتِقَادِيَّاً، فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرَاً﴾. إِلَّا أَنَّ اللهَ تعالى فَتَحَ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ بِتَتِمَّةِ الآيَةِ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُولَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ أَجْرَاً عَظِيمَاً﴾.

وَمَنْ كَانَ نِفَاقُهُ سُلُوكِيَّاً عَمَلِيَّاً، وَيَتَّصِفُ بِصِفَاتِ المُنَافِقِينَ الظَّاهِرَةِ، فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾. فَالتَّوْبَةُ مَفْتُوحَةٌ كَذَلِكَ لَهَؤُلَاءِ.

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَنَا للتَّوْبَةِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
327 مشاهدة